في الوقت الذي نفتخر فيه ببعض المدن المغربية وما وصلت إليه من تنمية وتطور على أكثر من صعيد، خاصة على مستوى البنيات التحتية، نتحسر اليوم على عدم الاهتمام بمدن أخرى وتهميشها وإن كان وضعها وعطاؤها الاقتصادي يسمح له بأن تضاهي مدن “الصنف الأول”.
مثال حي نسوقه في هذا الإطار وهو المتعلق بمنطقة الغرب بصفة عامة، ومدينة القنيطرة وما أدراك ما القنيطرة عاصمة غرب المملكة بصفة خاصة..موارد فلاحية، ومنطقة صناعية كبرى، وأحياء صناعية منتشرة بكل أحياء المدينة، وميناء المهدية، ومقالع الرمال المنتشرة بكل من شليحات والمناطق القريبة من مركز المدينة، كل هذه الثروات يجعلها مصدر دخل كبير لخزينة الدولة، ومع ذلك لم تنل حظها من التنمية كغيرها من مدن الغرب، كسيدي سليمان وسيدي قاسم وسيدي يحيى وسوق أربعاء الغرب ومشرع بلقصيري وجرف الملحة.
المدن التي تطورت بشكل كبير كانت بإرادة عليا وبموارد خاصة لا علاقة لها بمداخيل المدن المعنية، حيث تم خلق صندوق تنمية مناطق الشمال، وبرنامج “الرباط مدينة الأنوار”، وصندوق تنمية مناطق الشرق وصندوق تنمية مناطق الصحراء
وغيرها. ليبقى السؤال المطروح، أما حان الوقت لخلق صندوق تنمية الغرب وعاصمته القنيطرة لتنال كذلك هذه المنطقة حقها في التنمية؟..يكفينا استنزافا لموارد منطقة الغرب وصرف عائدات خيراتها على مدن أخرى. فمنطقة الغرب لها من الإمكانيات الذاتية ما يجعل ساكنتها تعيش وضعا أفضل بكثير مما هو عليه حاليا.