ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، رفقة وزير الصناعة والتجارة، رياض مزّور، ووزير التجهيز والماء، نزار بركة، ووالي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة محمد مهيدية، اليوم الجمعة، اجتماع عمل بمقر عمالة إقليم العرائش، تم خلاله إعطاء انطلاقة أشغال مشروع القطب الفلاحي للوكوس.
حضر هذا الاجتماع كل عمر مورو رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ورئيس الغرفة الجهوية للفلاحة، والمدير العام لشركة ميدز، وممثل القرض الفلاحي بالمغرب، بالإضافة إلى المنتخبين، ووفد هام من المسؤولين المركزيين والجهويين للوزارات المعنية، وكذا مختلف المهنيين وممثلي جمعيات سلاسل الإنتاج بالجهة.
تم خلال هذا اللقاء، تقديم أهم مؤهلات وقدرات الجهة وكذا فرص الاستثمار المتاحة في مجال تثمين الصناعات الغذائية، وذلك في إطار الأهداف التي يحددها المخطط الفلاحي الجهوي لاستراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030.
كما تم تقديم تفاصيل مشروع القطب الفلاحي باللوكوس، وهي منصة الصناعات الغذائية التي تمتد على مساحة إجمالية قدرها 150 هكتار بالجماعة الترابية الزوادة بإقليم العرائش. وينجز هذا المشروع في إطار اتفاقية شراكة بين عدة أطراف، وبالخصوص وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزارة الصناعة والتجارة، ووزارة التجهيز والماء، ووزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد والمالية، والوزارة المنتدبة المكلفة بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، والمجلس الجهوي لطنجة – تطوان – الحسيمة، وولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة ومجموعة القرض الفلاحي بالمغرب. وتبلغ التكلفة الإجمالية لمجموع العمليات المقررة برسم هذه الاتفاقية 457 مليون درهم.
ويندرج هذا القطب الفلاحي ضمن برنامج 7 أقطاب فلاحية في 6 جهات والتي تكون دعامات تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، في فبراير 2020. ويهدف هذا المشروع إلى تنظيم قطاع الصناعات الفلاحية بالجهة، وتعزيز تثمين المنتوجات الفلاحية، وإنعاش تنافسية مقاولات الصناعات الغذائية، وكذا توفير إطار متميز للفاعلين الصناعيين الوطنيين والدوليين، من خلال تسهيل الولوج إلى العقار المهيأ والملائم.
ويتكون القطب الفلاحي للوكوس من أربعة فضاءات؛ «فضاء الصناعات الغذائية»، الذي سيخصص للأنشطة الصناعية وكذا الصناعات الملحقة والنقل والتخزين والمعارض، و«قطب التكنولوجيا» المكون من مشتل للمقاولات ومعاهد التكوين ومركز للابتكار، و«قطب الخدمات»، الذي سيضم منشآت الخدمات والاستغلال، بالإضافة إلى «قطب الجودة»، الذي ستنجزه وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات على مساحة 2 هكتار. باستثمار إجمالي يقدر بـ 80 مليون درهم، سيضم «قطب الجودة» مختبرات المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمعهد الوطني للبحث الزراعي وموروكو فوديكس (المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات)، وكذا المركز الجهوي للمقاولين الشباب، بالإضافة إلى الفضاءات المشتركة. ويهدف «قطب الجودة» الى توفير مواكبة عن قرب للمنتجِين، من اجل تحسين جودة منتجاتهم وتقديم خدمات التحليل والمراقبة للولوج للأسواق في أفضل الظروف.
وسيمكن القطب الفلاحي للوكوس من تحسين تثمين وتحويل المنتوجات الفلاحية بالجهة. كما سيشكل قيمة مضافة حقيقية للتنمية الفلاحية الشاملة والمستدامة، ورافعة أساسية للتشغيل بالجهة، من خلال إحداث أكثر من 12000 منصب شغل وتحقيق رقم معاملات يناهز 4 مليار درهم في السنة.
وأكد عمر مورو رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، في كلمة له بالمناسبة، على أهمية هذا المشروع لتحقيق تنمية جهوية شاملة، وخلق الثروة ومناصب الشغل، مؤكدا عزم مجلس الجهة الدائم على مواكبة هذا المشروع على كل المستويات مع شركائه، من أجل انجاحه باعتماد أفضل التجارب والسبل وتوفير كل شروط النجاعة والفعالية، وهو طموح عبرت عنه مخرجات المناظرة الجهوية الأولى حول الاستثمار والتكوين والتشغيل التي نظمت في شهر نونبر من السنة الماضية، مذكرا بعزم مجلس الجهة على استحضار كل ذلك ضمن برنامج التنمية الجهوية PDR الذي ينكب المجلس على إعداده.