وجه رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية “بستان العجزة” بسيدي سليمان، الذي قدم استقالته مؤخرا من منصبه، اتهامات خطيرة لعدد من أعضاء مكتبه، وصلت إلى حد تحميلهم مسؤولية تقديم مواد غذائية منتهية الصلاحية لنزلاء الخيرية.
واتهم الرئيس المستقيل المشتكى بهم بالوقوف وراء مجموعة من الخروقات التي أثارت انتباهه خلال زيارة قام بها للخازنة رفقة مديرة “بستان العجزة”، والتي تمثلت حسب إدعائه في وجود أطعمة فاسدة يتم توزيعها على النزلاء مما قد يهدد سلامتهم الصحية، وكذلك في عرقلة عمله وتحريض موظفي “بستان العجزة” وحثهم على خلق القلاقل.
وكشف “م ق” الرئيس المستقيل، في تصريح لـ”المساء24″، أن قبوله بهذا المنصب راجع بالأساس لطبيعة مهنته كصيدلي، وبحكم علاقته بمجموعة من الأطباء النفسيين، وهو ما سيسهل على طاقمه العمل لرعاية المسنين، لاسيما ونحن نتحدث عن مسنين يحتاجون إلى الرعاية النفسية أكثر من أي شيء أخر، وفق تعبيره.
وأضاف المصدر نفسه إلى أن الاتفاق المبدئي الذي كان مع نائبه “ع.أ” كان يتمحور حول وضع لمسة مختلفة ب”بستان العجزة” عن من سبقوهم من المكاتب المتعاقبة على تسيير الجمعية، وهو ما دفعه إلى وضع ثقته في هذا الأخير ومنحه الصلاحية لتشكيل المكتب المسير للجمعية الخيرية الإسلامية المكون من 9 أعضاء.
وأكد “م.ق” أن الخلاف مع أعضاء المكتب الموالين لنائبه باستثناء عضو واحد (س.ب) ظهر بعد رفضه التأشير على “شيك” يحمل اسم نائب أمينة المال، وعلل ذلك بأن المسألة تقتضي وضع الإسم التجاري الموجود بالفاتورة وليس العكس، وحسب الرواية نفسها، فقد دفع تمسك “م.ق” بالرفض على التوقيع، أعضاء المكتب إلى عقد اجتماع دون إخباره والتوقيع على الشيك باسم “نائب أمينة المال”.
ومن جانبه أكد نائب الرئيس (ع.أ) لـ”موقع المساء24″ أنه لم يرغب بالإدلاء بأي تصريح كان، معبرا في ذات الوقت عن أسفه الشديد لما ألت إليه الأوضاع، واعتبر أن العمل التطوعي وفعل الخير لا يحتاج كل هذه الزوبعة، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يرد في إطار المواجهة، بل لقول الحقيقة ولا شيء غيرها، مرددا عبارة “والله على ما أقول شهيد”.
وأشاد العضو ذاته بحسن نية الرئيس المستقيل وبأخلاقه، مشددا في الوقت نفسه على نظافة اليد التي يتمتع بها باقي أعضاء المكتب، وقيامهم بواجبهم على أكمل وجه، مبرزا أنه زكى الرئيس المستقيل من مهامه، ونفى نفيا قاطعا كل الاتهامات التي طالت أعضاء المكتب المسير للجمعية الخيرية الإسلامية بمدينة سيدي سليمان، وأضاف بحسرة “للأسف، العمل التطوعي يواجه مجموعة من العراقيل والتحديات وهو مفتوح أمام الجميع شريطة القدرة على التضحية والاستمرارية، وإذا لم يستطيع أي أحد تحقيق ذلك فليقدم استقالته”.
وأوضح المصدر ذاته، أن بداية عمل المكتب المسير كانت جيدة، حيث تم الاتفاق على “العمل المشترك بين جميع الأعضاء لإنجاح تجربتهم، لكن عدم مراعاة توقيت الاجتماعات من طرف الرئيس، والذي لم يناسب باقي الأعضاء بحكم عملهم، أثار مجموعة من المشاكل في التواصل”.
أما في ما يخص الشيك المثار، أوضح (ع.أ) أن قيمته تخص ولاية الرئيس السابق بأثر رجعي يعود لـ 3 سنوات خلت، ولا علاقة لها بهذه المرحلة، وأن الرئيس قام فعلا بالتأشير على قيمة الشيك للمعني بالأمر، حسب قوله.
وقد أكد نفس المصدر، أن باب “بستان العجزة” مفتوح أمام الجميع، مجتمع مدني وسلطة محلية، داعيا في نفس الوقت إلى إيفاد لجنة افتحاص مالي تابعة للمجلس الأعلى للحسابات، ونفى كل الاتهامات والادعاءات “الباطلة” التي أثارها الرئيس المستقيل في تصريحاته، معتبرا أنه يقوم باستفزاز الأعضاء ويتخذ قرارات فردية ويتعامل بلغة سيئة مع الأعضاء.
واختتم نائب الرئيس (ع.أ) توضيحاته بالكشف عن الميزانية المخصصة لتسيير”بستان العجزة”، مصرحا أن منحة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإضافة إلى بعض المنح الممنوحة من طرف الجماعات الترابية على قلتها، ومنحة الهبة الملكية يتم تخصيصها للتغذية الخاصة بالنزلاء، وكذا منحة التعاون الوطني المقدرة ب 26 مليون سنتيم والتي يتم صرفها في أداء الواجب الشهري للموظفين والعاملين بالجمعية الخيرية الإسلامية، مشيرا في هذا السياق إلى أن دور المكتب يقتصر على تدبير وتقسم الميزانية على الورق طبقا للحاجيات.