إذا كان تنظيم منافسات الأدوار النهائية لكأس العالم بقطر لسنة 2022 مبهرا واستثنائيا بكل المقاييس وفي كل المجالات المتعلقة بهذه الكأس، وغيرها من المجالات والتي يمكن العودة إليها تباعا، فإن حضور المنتخب الوطني المغربي أساسا، من بين المنتخبات العربية والإفريقية وحتى بعض المنتخبات العالمية الأخرى المشاركة في هذه الأدوار ، شكل هو أيضا الاستثناء والإبهار بعينيه، وأسال العديد من مداد الإعجاب والتمجيد والكثير من الكلام الطيب الرائع في حق المنتخب الوطني المغربي وفي حق جمهوره.
المنتخب الوطني المغربي، الذي لم يكن يراهن عليه العديد من التقنيين والمحللين الرياضيين العالميين بكبريات الصحف والمجالات والقنوات التلفزية والإذاعية المتخصصة في المجال للذهاب بعيدا في هذه الكأس ، شكل، عكس كل التوقعات والتكهنات ، الحصان الأسود لهذه الكأس والظاهرة المتميزة والفريدة والإستثنائية لكأس العالم المنظمة في بلد عربي شقيق.
المنتخب الوطني المغربي تجاوز منتخبات مجموعته السادسة في دوري المجموعات والتي كانت تضم منتخبات كرواتيا ، بلجيكا وكندا وتربع على ريادتها بكل جدارة واستحقاق بسبع نقط من انتصارين وتعادل واحد فازدادت طموحاته ورغبته الجياشة في مواصلة الدرب بل وفي رفع سقف التوقعات والأهداف ، ليس في خلق المفاجأة هذه المرة وإنما في لعب حقوقه وحظوظه المشروعة في الذهاب بعيدا في هذه الكأس ؛ فكان من نصيبه مواجهة منتخب قوي متمرس على مثل هاته المنافسات ، بل حائز على إحدى كؤوسها الذهبية بمناسبة كأس العالم التي نظمت في جنوب إفريقيا سنة 2010 ، وهو المنتخب الإسباني الذي انهزم أمامه بالركلات الترجيحية ثم جاء الدور في ربع النهاية على جاره الإيبيري وجارنا الأخر منتخب البرتغال الذي كان ثائها بالملعب رغم إحتكاره هو كذلك للكرة وبنسبة كبيرة ولكن بدون فعالية ولا نجاعة.
كل هاته الانتصارات الكبيرة و المبهرة جلبت معها تعاطفا كبيرا ليس فقط من طرف الجمهور المغربي الذي كان حاضرا بكل الكثافة وأبهر وأبدع في مدرجات الملاعب القطرية التي احتضنت مباربات المنتخب الوطني المغربي وفي شوارع وساحات العاصمة الدوجة وغيرها من المدن القطرية وليس أيضا من أبناء وبنات ورجال ونساء الشعب المغربي بكل أطيافه وبكل ميولاته السياسية والعقائدية والإيديولوجية سواء في داخل الوطن وعبر كل ربوعه من طنجة إلى لكويرة بل وأيضا من حشد كبير من المواطنين والمواطنات الأجانب سواء بالمغرب أو خارجه.
كل أفراد الجالية المغربية بالخارج من بروكسيل وأمستردام وباريس إلى ميلانو وكندا وألمانيا وبولونيا وغيرها من أصقاع العالم خرجت عن بكرة أبيها في مسيرات و تجمعات احتفالية كبيرة أطلقت كلها الشعوب الاصطناعية و الأفراح والأهازيج الشعبية والوطنية ابتهاجا وسرورا وفي غمرة مشاعر وطنية صادقة مؤثرة.
أكثر من ذلك احتفلت العديد من الشعوب العربية بهذا الإبهار المغربي في مصر وليبيا واليمن ولبنان والأردن واليمن بل وأيضا في الجزائر الشقيقة التي كان يردد العديد من أفراد شعبها متلازمة خاوة خاوة وأيضا فيالضفة الغربية وقطاع غزة والمخيمات الفلسطينية بلبنان وفي إسرائيل حيث عبرت الطائفة اليهودية المغربية بها عن اعتزازها وشعورها العميق بأواصرها وبروابطها مع الوطن الأم المغرب.
وفي الأخير لابدا من كلمة اعتراف و تنويه وتقدير واحترم كبير لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر باحتضانه القوي وباحتفاله الكبير مع انتصارات المنتخب الوطني المغربي ورفعه هو وأسرته الكريمة عاليا لراية بلده الثاني المغرب.
شكرا جزيلا لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر على وقفته البطولية وفي تضامن عربي أصيل مع منتخب وشعب شقيقه الملك محمد السادس نصره الله في كل ما حققه المنتخب الوطني المغربي على ارضه المعطاة وشعبه المضياف وفي كل المجالات الإقتصادية والاجتماعية الأخرى.