الدخول المدرسي بين الإمضاء والإحصاء والإقصاء

*ذ.أونونة المهدي

يتميز هذا الموسم الدراسي (2024/ 2025) بتزامنه مع عملية الإحصاء الذي برمجته المندوبية السامية للتخطيط مع الدخول المدرسي الذي سينطلق ابتداء من يوم 3 شتنبر المقبل، وهو تاريخ توقيع محاضر الدخول بالنسبة للعاملين بقطاع التعليم، خاصة هيئة التدريس منها، على أن يلتحق التلاميذ في اليوم الموالي، أي يوم 4 شتنبر بالتدريج، حسب ما جاء في المقرر الوزاري، وهي عبارة عن ورقة تنظيمية للموسم الدراسي بجميع مراحله ومحطاته.

هذا التزامن، خلق جدلا واسعا وردود أفعال متباينة حول مشاركة الأساتذة في الإحصاء، فهناك من يرى من أن هذه المشاركة ستمس بشكل مباشر الزمن المدرسي للتلميذ وستؤثر بشكل سلبي على المتعلمين، ذلك على اعتبار أن الشهر الأول من الموسم الدراسي يخصص لتقييم وتشخيص مكتسبات المتعلمين ومن تم تخطيط وبرمجة دروس الدعم، التي تساعد التلاميذ فيما بعد على مسايرة الدروس المبرمجة في الكتب المدرسية واستيعابها. هذه الفئة تعتبر هذه المرحلة جد مهمة بالنسبة للتلاميذ والتلميذات وتعاتب الأساتذة الذين انخرطوا في الإحصاء تاركين وراءهم مهمة أساسية ومؤثرة على التحصيل الدراسي للتلاميذ، كما تعتبر كذلك أن تفضيلهم المشاركة في الإحصاء اساسه مادي محض.
هذا ما جاء أيضا على لسان رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عزيز غالي، الذي نعت الفئة المشاركة ب”العطاشة”، الشيء الذي أثار حفيظة الأساتذة بشكل عام، والأساتذة المشاركين بشكل خاص والذين لم يتوانوا في الدفاع عن انفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قامت صفحات خاصة بقطاع التعليم بانتقاده ومهاجمته، بل تجاوز الهجوم إلى كتابة تعليقات مسيئة له على صفحته الخاصة على مدار أيام عدة، مما دفع عزيز غالي إلى حجب محتوى صفحته وغلق خانة التعليقات مؤقتا.

تصريح رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المثير للجدل والذي لم يتقبله بعض الأساتذة، خلق نقاشا عموميا داخل المجتمع المغربي، فهناك من كان مع هذا الطرح، خاصة أنه ذكر أن الأولوية يجب أن تكون للمعطلين و الطلبة و المجازين، وهناك من خالفه بدعوى أن الأساتذة لهم كل الحق في المشاركة، ولهم كذلك من الخبرة والمهارة ما يخول لهم المساهمة بفاعلية في هذا الواجب الوطني.

هذه السنة سيكون توقيع محاضر الدخول على دفعتين، الدفعة الأولى ستوقعه في التاريخ المحدد في المقرر الوزاري، اليوم الثالث من شتنبر، والدفعة الثانية المشاركة في الإحصاء ستوقعه في أكتوبر. وبذلك سنجد من التلاميذ من سيستفيد من الأسابيع الأولى من الدخول المدرسي أي من حصص التقويم التشخيصي والدعم، وهناك فئة ستقصى وتحرم مرحليا من هذه المحطات التربوية الأساسية.

بالنسبة للمندوبية السامية للتخطيط يرى أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، أن انخراط الأساتذة مسألة مهمة ووطنية باعتباره فاعلا مجتمعيا ولديه مهارات بيداغوجية وتقنية تمكنه من الاشتغال في الإحصاء بسلاسة.

من جهة أخرى ترى جمعيات أولياء وآباء وأمهات التلاميذ العيب في تزامن الإحصاء مع بداية الموسم الدراسي وتتساؤل حول تعويض الزمن المدرسي الذي سيهدر، خاصة أن الموسم الماضي عرف فترة إضرابات طويلة نوعا ما ۔
في الختام، الكل أبدى رأيه وعبر عنه بأسلوبه الخاص، باستثناء التلاميذ والتلميذات.

فيا ترى ما موقف التلميذ المغربي من هذه الإشكالية؟ وهل للتلميذ المغربي رأي وصوت مسموع؟ أم يبقى هو الحلقة الأضعف في الموضوع ؟.