تدخلت السلطات الأمنية بمدينة سيدي قاسم، اليوم، للتحقيق في قيام مقاولة بجرف جزء من أرض مقبرة بحي “الزاوية” في إطار مشروع توسيع مؤسسة تعليمية مجاورة، ترتب عنه استخراج عظام بشرية ورميها بالطريق العام.
ووفق مصادر “المساء24″، فإن جرافات المقاول قامت بنبش عظام الموتى ورميها مع خليط من كثبان التراب على جانب رصيف طريق “وطيطة”، وهو ما استدعى تدخل رجال الأمن بمختلف رتبهم وأصنافهم، بعدما اكتشف شهود عيان الواقعة.
وأصيب متابعون للشأن العام المحلي بالصدمة مما وصفوها بدناءة هذا الفعل ووضاعته وحقارته، وقالوا إن ما حصل يمكن أن يرقى إلى شبهة الأفعال الجنحية، التي تستدعي تحقيقا مستعجلا ومعمقا.
وتساءلت المصادر نفسها عن الجهة التي سمحت لهذا المقاول برمي أكوام ومخلفات هاته الأتربة في ذلك المكان، علما أن الأمر يتعلق بطريق جهوية، ومن شأن هذا الفعل أن يعرض حياة الناس للخطر، وما إذا كان عون السلطة المكلف بهاته المنطقة له يد في هاته العملية، خاصة وأن مكان انتشال هاته العظام، تضيف الجهات نفسها، محاذي لمقر المقاطعة الأولى.
كما دعت إلى الاستماع لمسؤولي المديرية الإقليمية للتعليم حاملة المشروع، بشأن مدى قيامها بتطبيق المساطر القانونية بخصوص انتشال عظام الأموات، وما إذا كانوا قد حرروا محضرا مشتركا بخصوص الطريقة التي سيتم بها إعادة دفن العظام في مكان آمن، بتنسيق مع الجهات المعنية، من سلطة المحلية ومندوبية وزارة الأوقاف وأمن، وإلزام صاحب المقاولة بتطبيق ذلك.
وختم المتابعون تصريحهم بالقول “هذا الفعل الخطير يجعلنا أيدينا على قلوبنا من هول الصدمة، ونحن نرى عظام آبائنا وأجدادنا تُنهش بهاته الطريقة الجبانة، ويرمى بها من دون حرمة بجانب مجرى المياه وعلى الرصيف، في تواطؤ مكشوف حاولت التستر عن الموضوع”.



