القنيطرة..عمار أبو شعيب
يبدو أن اللقالق القنيطرية قد تفطّنت بدورها لتأخّر أشغال المركب الثقافي الذي تسير أطوار إنشائه بوتيرة أبطأ من سير السلحفاة…
فَأَبَت العشرات منها إلّا أن تُمْتِعَ السّاكنة الحلّالية بكورال ورقصة لقلاقية في منتهى الروعة والجمال…
وها هي ذي قد اصطفّت قبل أُفولِ قرص الشمس بشكل رائع على البوديوم الفولاذي الذي شكّلَتْهُ الرافعة الضخمة المُهْمَلة فوق هاته الأنقاض… والتي علاها الصّدأ، وملّت من الخمول الذي أُجْبِرَتْ عليه منذ زمان، قبل أن تزرع فيها هاته الكائنات المحبوبة لدى الجميع الحياة من جديد…
والأكثر روعة – أعِزائي – أن هاته الطيور النبيلة قررت أن تتّخذ في عرضها البهيج هذا نفس المسافة من بعضها البعض…
وولّت مناقيرها نحو نفس الاتجاه وكأنها جوقة سمفونية تتلقى الإشارات والتوجيهات من مايسترو خفي…
لن أُبالغ إذا قلت لكم أحبّائي، بأنه لم يسبق لي طيلة حياتي أن استمتعت بمثل هذا المشهد الرهيب، السّاحر والفريد من نوعه من حيث الأداء والانضباط لموسيقى الحياة ومقامات الطبيعة…
و أستسمحكم أصدقائي إن قلت لكم بكل أنانية، أنه لا يهمني الآن أن انتظر العروض التي ستقدَّم في هذا المركب إن قُدّر لي أن أبقى على قيد الحياة حتى أحضر مراسيم افتتاح هاته “المعلمة الثقافية” فمن يدري… فلربما ترى النور يوما ما… أقول بأنني لن أنتظر “ودو” كما فعل ساميل بيكيت، لأن تلك المشاهد لن تكون أبدا في مستوى روعة عرض هذا المساء التاريخي مهما أتقنها أشهر المخرجين وأدّاها أمهر الفنانين…
كما يكفيني فخرا أن أكون “كومبارسا” بسيطا خلف هذه الكائنات المجنحة، وهاته المشاهد العظيمة التي وهبتها لي الأقدار دون تذكرة…
وكل عرض لقلاقي متميز ومجّاني جديد، وأنتم مستمتعون، دمتم في كل ما أتمناه لكم من صحة وعافية أحِبّائي…
سلام. فعلا مدينة القنيطرة تفتقر للعدة مرافق ثقافية وفنية هناك ضعف ولامباللات من طرف المسؤولين الدين يحبون بناء العمارات واشياء اخرى تدر لهم المنفعة الشخصية وهدا مثال للمركب الثقافي الدين تدشن مند عدة سنوات وحتى المستشفي الجامعي
وصف في قمة الروعة والجمال يتضمن صور شاعرية تبعث على مزيج من الأمل و الاسف في مد و جزر رهيبين.
بوركت وبوركت أناملك أستاذي…
مبدع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، صراحة أعجبني المقال والحضور القوي والوازن لشخصية اللقلاق في بعدها الرمزي و الجمالي . دمت متألقا استاذي الفاضل