بقلم*محمد الغلوسي*
في بلد العجائب كل شيء متوقع ولايمكنك أن تجد مبررا منطقيا ومعقولا لبعض القرارات مثل إستوزار وزير التعليم العالي والذي كان سابقا رئيسا لجامعة القاضي عياض وهو المتعطش للكرسي والسلطة ولو كانت مزيفة ،وزير بدون مسار سياسي وعندما يتكلم أمام الكاميرا تعتقد أنك أمام وصفة من وصفات روتيني اليومي وآخرها عندما قال “فن الشيخات ثروة وطنية ويجب أن تدرس لأبنائنا في الجامعات “ولن أنسى أيضا تصريحه كوزير عندما قال بالدارجة “تسلفنا السيارات الفخمة من عند وزارة العدل حينت ملي كيجيو عندنا الضياف من برا ماكنلقاوش فاش نركبهم وراه المغاربة كيستلفوا مافيها حتى عيب ”
بالله عليكم كيف تريدون أن لاننتج أمثال طوطو ،فكيف نلوم طوطو والمسؤول عن تعليمنا لايعرف أن يركب جملة مفيدة
إن طوطو وأمثاله الذين خرجوا إلى المغاربة في الفضاء العام وبأموال عمومية مسلحين بلغة مقززة ومقرفة وخادشة للحياء العام هم نتاج طبيعي لسياسة التضبيع التي ينهجها المسؤولون ،علينا في حقيقة الأمر أن لانلومهم ونعلق عليهم فشلنا الثقافي والأخلاقي لأنهم فقط وضعونا أمام المرآة وعروا عوراتنا فشكرا لهم لأنهم خلقوا صدمة نفسية لدينا جميعا علها توقظنا من سباتنا ونراجع الكثير من الأوراق والسياسات الفاشلة التي تجهز مجتمعا وجيلا من الضباع على نار هادئة
لايمكن لأمة تحتقر العلم والعقل والثقافة وتهمش المثقفين الحقيقيين أن تتقدم وتصير ضمن الأمم الديمقراطية ،مواجهة فرنسا وأفكار الهيمنة والإستعمار لايمكن مواجهتها بالسنطيحة وتخراج العينين وتعبئة جيش من “الحياحة” ،إن مواجهتها تقتضي عدم إسناد المسؤوليات العمومية لأمثال وزير التعليم العالي الذي يسكنه فقط هاجس الأضواء والكرسي كما يتطلب ذلك وضع سياسة ثقافية وتعليمية تشكل أساسا للنهضة والتقدم والرقي وإلا فإننا سنكون مجتهدين في إنتاج أمثال طوطو وفتيحة التي اعتقلت بالأمس لأنها تصور روتيني يومي وهي في المراحيض وهي بذلك تلتقي مع البرامج التي طفت إلى السطح ومن على منصة عمومية موجهة للجمهور
وزير التعليم العالي بسياسته وقراراته جعل الأساتذة والموظفين يراسلونه طلبا للمغادرة والتقاعد النسبي كتعبير عن هروب جماعي من قطاع يدفع المجتمع نحو التخلف والجهل
رجاء ثم رجاء لاتستمروا في احتقار مشاعرنا وذكائنا ،رجاء أرفعوا عنا عبء وزير التعليم العالي هناك كفاءات وطاقات في البلد توجد على الهامش بإمكانها ان تقدم الشيء الكثير للوطن والمغاربة يستحقون الأجمل.