*محمد الخوى*
انطلقت البطولة الإحترافية “إنوي” برسم الموسم الرياضي
2022-2023 القسم الأول ، كما كان مقررا لها يوم الخميس فاتح شتنبر الجاري، بمتغيرات ومعطيات جديدة متعددة، أهمها على الإطلاق :
1- تحويل الجمعيات الرياضية إلى شركات رياضية على غرار ما هو معمول به في البطولات الاحترافية الحقيقية أو المشابهة لها، وذلك على الرغم من المشاكل العديدة التي رافقت هذا المولود الجديد المرحب به ؛ طبعا وللإنصاف سيكون سابقا لأوانه ومن العبث الحكم حاليا على هذا الخيار الإستراتيجي الذي تعرفه كرة القدم الوطنية على مستوى فرق النخبة بقسمها الأول، بالرغم من بعض السلبيات التي تقال عنه…
2- انتخاب السيد عبدالسلام بلقشور ، رئيس جماعة الزمامرة والرئيس السابق لنهضة الزمامرة والنائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، رئيسا جديدا للعصبة الاحترافية بدلا من السيد سعيد الناصري رئيس الوداد الرياضي والنائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة..
3- حضور ثمانية مدربين مغاربة من مجموع ستة عشر مدربا يمارسون حاليا بالدرجة الأولى، ويعتبرون من بين أجود اللاعبين المحليين والدوليين السابقين و من الأطر التدريبية المتميزة حاليا الخريجة من المدرسة الكروية الوطنية من قبيل : بادو الزاكي ، الحسين عموتة ، جمال السلامي ، طارق السكتيوي، منير الجعواني ، عبداللطيف جريندو، رشيد روكي وزكرياء عبوب ؛ هذه الأطر الوطنية نعتز بها و نتمنى لها كل التوفيق وكل النجاحات في مهامها الشاقة والتي لا يزيد من صعوبتها ومن مشقتها إلا مسير فاشل هدفه فقط البقاء في منصبه وجمهور النتائج…
مع الأسف الشديد، لو كنا نمارس نفس الضغط وبنفس الحدة والقوة وبالرفع من سقف الأهداف الذي نمارسه على مدربي فرقنا المحلية ومنتخباتنا الوطنية على حكوماتنا وبرلماننا وجماعاتنا الترابية لكنا قد حققنا تنمية سياسية واقتصادية واجتماعية حقيقية نلمس أثارها الإيجابية والمثمرة في المعيش اليومي الكريم لكل المواطنين ولكل المواطنات…
4- تواجد اربعة مدربين من تونس الشقيقة ، وليس تونس سعيد القيسي، منهم من حقق نتائج مهمة مع فرق وطنية وعلى رأسهم فوزي بنزرتي ، الذي صبح ابن الدار ، مع فريقي الرجاء الرياضي والوداد الرياضي ثم لسعد الشابي مع فريق الرجاء الرياضي وعبد الحي بنسلطان مع فريق المغرب الفاسي الذي لم ينهزم على يديه الفريق طيلة 22 مباراة متتالية ؛ أما رابع المدربين التونسيين فهو لسعد الدريدي الذي لم تكن بدايته سعيدة مع أولمبيك خريبكة بعدما تلقى مع بداية البطولة الإحترافية اول هزيمة له بعقر الدار أمام شباب المحمدية بإصابة لصفر.
إضافة إلى هؤلاء المدربين التونسيين الأربعة يأتي المدرب الجزائري السيد عبد الحق بنشيخة الذي تعودنا عليه بالبطولة الوطنية وبدأ موسمه الرياضي ببداية سيئة عندما انهزم فريقه نهضة بركان بملعبها البلدي ضد حسنية اكادير بإصابة لصفر، لكنه تدارك الأمر أمس الاثنين وعاد بتعادل ثمين من الرباط بإصابة لمثلها في مواجهته برسم الدورة الثانية للجيش الملكي ولكن لا يمكن ابدا أن ننكر الإسهامات الإيجابية للمدرب الجزائري في تطوير كرة القدم الوطنية ومنها فوزه مع فريق الدفاع الحسني الجديدي بأول كأس للعرش له ولفريقه سنة 2013 ، فضلا عن تدريبه لفريق كبير من قيمة الرجاء الرياضي وفريقي اتحاد طنجة والمغرب التطواني؛ أما سادس مدرب عربي شقيق فهو المصري طارق مصطفى مدرب اولمبيك اسفي حاليا والمدرب السابق لسريع وادي زم ، مدرب كبير سيرته الكروية تشهد له بذلك ولولا بعض القرارات التحكيمية الخاطئة لكان فريق أولمبيك آسفي قد عاد بانتصار مستحق من المركب الرياضي محمد الخامس ضد الرجاء الرياضي في أول دورة من البطولة…
أما سابع وثامن المدربين الأجانب بالبطولة الإحترافية الأولى في بدايتها فهما الفرنسي 🇫🇷 فيرناندو داكروز مدرب لفريق مرجعي من قيمة الجيش الملكي والذي كان يشغل المدير الثقني لنفس الفريق ثم هناك مدرب حسنية أكدير البرازيلي ماركوس باكيتا والمنتشي بأول انتصار له على حساب نهضة بركان بملعب هذا الأخير…
5- المتغير الخامس الذي تعرفه البطولة الإحترافية الأولى في هذه السنة والمثير للإمتعاض وللجدل هو كثرة الملفات المعروضة على لجنة المنازعات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للاعبين يطالبون بمستحقاتهم المشروعة العالقة بذمة الفرق التي يلعبون أو لعبوا لها بل والمطالبة أيضا بفسخ العقود التي تربطهم بعدد من هذه الفرق بسبب عدم توصلهم بمستحقاتهم تلك داخل الأجال القانونية المحددة في القوانين وبالشروط المعمول بها…
ومع ذلك فجميع المكاتب المسيرة للفرق الوطنية بهذا القسم سارعت إلى ابرام عقود احترافية جديدة مع عدد كبير من اللاعبين وصل إلى 16 لاعبا بالمغرب الفاسي، 15 لاعبا بالوداد الرياضي 14 لاعبا بالرجاء الرياضي ومثلهم باتحاد طنجة، 12 لاعبا باتحاد تواركة،ونفس العدد بحسنية أكدير ومثله بشباب السوالم الرياضي في حين تعاقدت باقي الفرق مع 10 إلى 4 لاعبين فقط ، هذا العدد تم تسجيله مع فريقي نهضة بركان وشباب المحمدية…
وخلاصة القول فقد تعاقدت الفرق الستة عشرة مع 162 لاعبا منهم عدد مهم من اللاعبين الأجانب ومن المغرب العربي بعقود احترافية وبمبالغ مالية كبيرة جدا وهو ما يشكل طبعا ضخ سيولة مالية ضخمة في الإقتصاد الوطني ؛ بطبيعة الحال فالأمر يختلف من فريق لأخر بحسب امكانياته المالية واللوجيستيكة والإشهارية وموقعه في المنظومة الكروية الوطنية…
وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لم تصادق بعد على كل العقود التي ابرمتها العديد من الفرق مع العديد من اللاعبين الذين تعاقدت معهم وبالتالي لم تؤهلهم بعد سبب عدم تسوية العديد من ملفات المنازعات المعروضة عليها…