“الطبيب مكاينش”، هذا هو الجواب الذي يتلقاه أهالي الموتى حينما يحلون، يومي السبت والأحد، بالمستودع البلدي للأموات بالقنيطرة، لاستيلام جثث ذويهم قصد دفنها.
ويجد بعض أعوان الخدمة بمستودع حفظ الأموات صعوبة بالغة في إقناع عائلات الموتى بأن الطبيبة الوحيدة التابعة للمستودع البلدي لا تشتغل يومي السبت والأحد وأن الجهات المعنية مقصرة في تمكين المستودع من طبيب أو طبيبة للحفاظ على ديمومة خدمات هذا المرفق الجماعي الحيوي.
العديد من عائلات من وافتهم المنية أمس أو نهاية الأسبوع اصطدموا بخبر عدم تواجد من يعاين جثث المتوفين قصد التوقيع على بعض الوثائق الإدارية الخاصة بالموتى قصد إخراجها من المستودع للدفن، بسبب غياب طبيب جديد يخفف العبء على الطبيبة الوحيدة التي تعمل بمستودع الأموات.
الأهالي وعائلات الموتى وجدوا أنفسهم أمام نارين، نار فراق الأحبة والأعزاء ،ونار الانتظار في غياب طبيب ثان من المفترض أن يكون رهن إشارة المستودع البلدي السبت والأحد من أجل تسهيل الإجراءات الخاصة بالمعاينة والتشريح والإسراع بتسليم الجثث لذويها عملا ب “إكرام الميت دفنه”.
هذا واشتكى المواطنون المعنيون من تأخر خروج الموتى من المستودع البلدي للأموات بالقنيطرة خلال نهاية الأسبوع، لغياب طبيب أو طبيبة تعوض من هي مكلفة بهذه المهمة طيلة باقي أيام الأسبوع، لمباشرة توقيع الإجراءات الإدارية والطبية خلال هذه الفترة، وهي معاناة أصبحت ترهق كاهل أهالي الموتى الذين يجدون صعوبة في التسريع بعملية الدفن.
وقال أحدهم، من غير المعقول أن يظل هذا المرفق الجماعي خارج الخدمة طيلة يومي السبت والأحد، وأن يضطر أهالي الموتى يومين كاملين لدفن موتاهم، دون أن يبادر المجلس البلدي إلى تكليف طبيب ثان في إطار التعاقد لحل المشاكل العالقة، أو تدخل المندوبية الإقليمية للصحة لسد هذا الخصاص، مطالبا بوضع حد لما وصفه بتجاهل المسؤولين الإقليميين بالقنيطرة للإشكال والاستهتار حتى بالموتى.