تطوان..المساء24
في ظل الأزمة الهيكلية والمؤسساتية العميقة التي يعيشها المغرب التطواني منذ عدة مواسم، لازال نادي الحمامة البيضاء يبحث له عن السكة الصحيحة التي قد تعيده إلى التوهج من جديد ضمن صفوف الكبار.
الأمر لا يبدو سهلا إطلاقا، بل يستدعي تكاثف الجهود واستحضار الخبرات والكفاءات من أجل وضع مخطط مضبوط لإنقاذ النادي من سيناريوهات الضياع المحتملة.
فالنادي إلى حدود كتابة هذه الاسطر يسير من قبل لجنة لتصريف الامور، مشكوك في قانونيتها، بعد أن عجز الجمع العام الانتخابي العادي المنعقد ليلة الخامس عشر من الشهر الجاري، عن انتخاب رئيس جديد بسبب حالة الشغور، إذ لم تتقدم أية لائحة بترشيحها لقيادة سفينة المغرب التطواني، بسبب هول الأزمة وتراكم الديون على النادي بشكل جعله يعيش حالة إفلاس تام، بعد أن فاقت مديونية النادي 40 مليون درهم.
وكما دعت إلى ذلك لجنة تصريف الأمور، كان مقررا انتخاب رئيس جديد للنادي في جمع عام استثنائي يوم أمس ، إلا أن الأمر تعذر بسبب تعذر حضور مندوب عن الجامعة الملكية لكرة القدم أشغال هذا الجمع نظرا لتزامنه مع نهائي كأس العرش الذي جمع بين الوداد ونهضة بركان.
ومن المنتظر أن يحسم في أمر الرئاسة مساء اليوم بعد أن تستأنف أشغال الجمع العام الاستثنائي الذي افتتحت بالأمس بانتخاب السيد رضوان الغازي لولاية ثانية، بعد أن كانت لائحته هي الوحيدة التي تقدمت لنيل هذه المسؤولية.
وبعدما حقق “الروخيبلانكو” عودة سريعة إلى الدوري الاحترافي الأول، صار ينتظر المكتب المديري الجديد عملا شاقا من أجل استرجاع النادي لتوازناته المالية اللازمة من أجل القيام بانتدابات، خاصة بعد انقضاء عقود مجموعة كبيرة من اللاعبين (14 لاعب) ولجوء لاعبين آخرين إلى فسخ عقودهم من جانب واحد، إضافة إلى انتهاء عقود كل أعضاء الطاقم التقني.
وزيادة على مشكل السيولة وانتهاء العقود، يواجه مسؤولو النادي تحديات صعبة جدا من أجل رسم هيكلة إدارية ورياضية جديدة للنادي، في ظل الشروط الجديدة التي فرضتها الجامعة الوصية على أندية الدرجة الأولى سواء تلك المتعلقة برخص اللاعبين أو الأطر التقنية، أو تلك المرتبطة منها بتأسيس فريق نسوي وآخر لكرة القدم داخل القاعة، كرة القدم القاعدية ومراكز التكوين؛ هذا دون الحديث عن كناش التحملات الخاص بأندية الدوري الاحترافي الأول الذي تفرضه العصبة الاحترافية، والذي يبقى نادي المغرب التطواني حاليا بعيدا كل البعد عن الالتزام بمقتضياته، وهو الأمر الذي تسبب في إخراج كبير لمسؤولي الجامعة الملكية لكرة القدم.
فهل سيوفق نادي المغرب التطواني العريق في الخروج من هذه الأزمة المركبة والخانقة، أم أنه سيحذو حذو أندية عريقة أخرى مثل النادي القنيطري وابكوكب المراكشي والنادي المكناسي والاتحاد القاسمي والنهضة السطاتية؟؟!!