محمد الخوى
تعادل المنتخب الوطني المغربي مع نظيره البيروفي بصفر لمثله في المباراة الودية التي جمعتهما هذه الليلة بملعب سيفيتاس ميترو بوليتانو بمدريد معقل الفريق الثاني للعاصمة الإسبانية الروخيبلانكوس.
المباراة التي أدارها الحكم الدولي الإسباني خوان مارتينيز مونويرا وحضرها ما يقارب العشرين الف من انصار المنتخبين اتسمت بالندية وبالرغبة الجامحة للطرفين من أجل تحقيق الإنتصار في هذه المقابلة بل طبعها ايضا الإحتكاك و اللعب العنيف في بعض اطوار المباراة خاصة من جانب المنتخب البيروفي مما ترتب عنه إشهار الورقة الحمراء في وجه اللاعبين زامبرانو وسفيان بوفال في د 78.
المنتخب الوطني المغربي أراد تأكيد العرض الباهر الذي قدمه أمام منتخب السيليساو وإنتصاره المستحق ب 2-1 في مباراة تاريخية جرت في أجواء أكثر من رائعة ليلة السبت الماضي بالملعب الكبير بطنجة وهو الإنتصار الأول لمنتخب عربي على منتخب الصامبا والثاني لمنتخب إفريقي على سحرة كرة القدم بعد إنتصار المنتخب الكامروني، الأسود الغير مروضة، في مونديال قطر 2022 بإصابة قاتلة سجلها أبوبكر فيسينت في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة.
أما المنتخب البيروفي فكان لا يريد تلقي هزيمة ثانية في ظرف اربعة ايام بعد هزيمته أمام منتخب ألمانيا ب 2-0.
ومن الصدف الغريبة والتي أحيت لدي نوستالجيا جميلة وقديمة عمرها ثلاث وخمسين سنة وكنت شاهدا عليها أن هذه المنتخبات الثلاثة لعبت ضد بعضها البعض في مجموعة واحدة ، إلى جانب منتخب بلغاريا ، خلال الأدوار النهائية لكأس العالم التي أقيمت بالمكسيك سنة 1970 ، كان عمر وقتها ستة عشرة سنة ، حيث انتصرت المانيا الغربية على المنتخب الوطني المغربي ب 2-1 وعلى البيرو ب 3-1 و فازت هذه الأخيرة على منتخبنا الوطني ب 3-0.
المنتخب الوطني المغربي دخل هذه المباراة تقريبا بنفس التشكيلة التي لعب بها أمام منتخب السيليساو مع إقحام يحي عطية الله، زكرياء أبو خلال وعبد الصمد الزلزولي كلاعبين أساسيين منذ البداية و كانت عين المنتخب الوطني على تحقيق الفوز من أجل الإستمرار في تألقه وتوهجه بعد موندياله الناجح و رد الدين القديم للبيرو ثم تحقيق السبق على منتخبات أمريكا الجنوبية بعد إنتصاره في وقت سابق على المنتخب الشيلي ب 2-0 ، جار منتخب البيرو ، وتعادل اسود الأطلس مع منتخب البراغواي ب 0-0 وبعدهما فاجأ منتخب الصامبا ب 2-1 فقد معها بعض لاعبي منتخب البرازيلي اعصابهم من قببل فينيسيوس جينيور و إيدير ميليتاو، من جهة ، ومن جهة اخرى ، دخل معها سفيان بوفال و عبدالحميد صابري التاريخ من بابه الواسع بعد تسجيلهما لأولى هدفي المنتخب الوطني في شباك البرازيلي.
عزيمة المنتخب الوطني المغربي هاته ظهرت جلية منذ بداية المباراة حيث تحكم في جل أطوارها واحتكر الكرة بنسبة 55% مقابل 45% للمنتخب البيروفي وسدد 4 ركنيات مقابل ركنية واحدة للخصم و شكل الزئبق حكيم زياش خطورة كببرة ومستمرة على مرمى فريق الخصم ؛ بالمقابل قام منتخب البيرو ببعض المحاولات لكنها لم تهدد في مجملها مرمى الحارس ياسين بونو الذي كانت تدخلاته حاسمة و كان أكثر هدوءا من مباراته السابقة وكان دفاع المنتخب الوطني حاضر البديهية وأكثر تركيزا و بالمرصاد حيث كسر مجمل هذه المحاولات على مشارف مربع عمليات المنتخب الوطني.
وكخلاصة، قدم المنتخب الوطني المغربي مردودا طيبا ومقبولا ولو لم يكن بنفس مستوى الإبهار والتألق الكبير الذي قدمه أمام المنتخب البرازيلي ويعود السبب في ذلك أساسا للمجهود البدني الكبير الذي بدله في مباراته ليوم السبت الماضي والذي افقده الطراوة البدنية في مباراته أمام البيرو ثم هناك عامل الصيام إضافة إلى بعض الغيابات المؤثرة. لهذه العوامل كلها يمكن اعتبار تعادل المنتخب الوطني المغربي ضد نظيره البيروفي نتيجة منطقية ومقبولة في هذه الأجواء الرمضانية واستمرار في نسق تألقه وإبهاره.