عند كل مناسبة رياضية كبرى، ومع كل مقابلة مهمة يخوضها فريق المغرب التطواني بميدانه، صار التطوانيون يقفون أمام حقيقة واضحة لم يعد يختلف حولها إثنان، ألا وهي تجاوز هذه الأحداث الرياضية لقدرة ملعب سانية الرمل على استيعابها، في ظل ضيق مساحته، وتقادم مرافقه وهندسته.
ويعود بناء ملعب سانية الرمل إلى الفترة الكولونيالية، إذ شهد ملاحم الأتليتيكو تطوان بدوري الليغا الاسباني، حيث استقبل الأتلتيكو به أعتد الأندية الإسبانية (البارسا والريال والاتليتيكو مدريد وبيتيس وبلباو، إلخ) كما كان هذا الملعب شاهدا على تطور مسار المغرب التطواني ضمن منافسات البطولة الوطنية الذي ظل يتارجخ بين القسمين الأول والثاني إلى أن توج النادي ببطولتين احترافيتين (2012/2015). ولعبت على أرض ملعب سانية الرمل أعتد الفرق الدولية كسبارتاك موسكو وزينبت سان بيتسبرغ واشبيلية والاهلي المصري وطي بي مزيمبي، كما احتضن بعض المقابلات الدولية للمنتخب المغربي خلال عقد السبعينات (غينيا، ساحل العاجل، زامبيا)، إذ كان يعتبر حينها من بين أجمل الملاعب على الصعيد الوطني، ومن أوائل الملاعب التي تم تجهيزها بالأضواء الكاشفة، مما أهله لاحتضان نهائي كأس العرش بين الوداد البيضاوي وال نهضة القنيطرية سنة 1978.
إلا أنه مع النمو الديموغرافي المتسارع الذي عرفته تطوان خلال العقود الأخيرة، وارتفاع سقف طموحات فريقها المحلي وتطور مستوى لعبة كرة القدم بالمغرب، أصبح ملعب سانية الرمل – أو لايبيكا كما يحلو للتطوانيين تسميته – لا يفي بالغرض، نظرا لضعف طاقته الاستيعابية التي تناهز العشرة آلاف متفرج وطبيعة شكله الهندسي الكلاسيكي الذ يجعل ظروف متابعة المقابلات به غير مريحة ولا آمنة رغم كثرة الإصلاحات التي طالته. وهذا ما صار يؤجج النقاش بين مختلف الفعاليات الرياضية والفاعلين السياسيين والجماهير التطوانية حول ضرورة توفر تطوان على ملعب يليق بالمدينة وقادر على احتواء شغف سكانها الكبير بالرياضة عموما وبكرة القدم خاصة. وهو ما وقع بالضبط قبل وبعد مقابلة كلاسيكو الشمال التي جمعت المغرب التطواني باتحاد طنجة يوم الجمعة تاسع شتنبر الجاري.
ومن خلال متابعة هذا النقاش يمكن التمييز بين توجهين:
* الأول يطالب من يتبنونه ببناء ملعب كبير بتطوان في إطار دينامية تشييد الملاعب الكبيرة التي شهدها المغرب خلال العقدين الاخيرين (فاس، مراكش، طنحة، أكادير) وذلك بإعادة إحياء مشروع ملعب تطوان الكبير الذي كان مقررا إقامته بمنطقة الملاليين، وقام عاهل البلاد الملك محمد السادس باعطاء انطلاق أشغاله بتاريخ 20 أكتوبر 2015, دون أن يرى النور بعد، حيث توقفت الاشغال به مدة قليلة بعد انطلاقها.
* أما التوجه الثاني، فيذهب من يدعمونه إلى المطالبة بإعادة تأهيل ملعب سانية الرمل، من خلال توسعته بإضافة مدرجات جديدة إليه ترفع من طاقته الاستيعابية، حتى يصير قادرا على استقبال أكبر عدد ممكن من الجماهير التطوانية، مع تجديد مرافقه وملاءمتها مع متطلبات العصر وتطور مجال تنظيم مقابلات كرة القدم وطنيا ودوليا، وبالتالي تحسين ظروف وشروط الفرجة داخله. ومن تم، الحفاظ على هذا الملعب على اعتبار أنه يدخل ضمن الثراث الرياضي للمدينة الذي لا ينبغي التفريط فيه.
ووفق ما يراه كثيرون، فإن هذا المقترح يبدو في الظروف الراهنة، أكثر واقعية وقابلية للأجرأة والتنزيل. وهناك معلومات غير مؤكدة تروج بتطوان حاليا حول وجود مشروع يروم توسعة ملعب سانية الرمل للرفع من طاقته إلى 25 ألف نسمة، مع ضم الوعاءات العقارية المجاورة له إلى مساحته وإدماجها ضمن مرافقه.