القنيطرة..علال مليوة
تراجع النشاط السياحي والتجاري في بلدية المهدية بشكل غير مسبوق منذ أكثرمن شهرين، بعد إغلاق الطريق الرئيسي الشمالي الذي يربطها بعاصمة الغرب القنيطرة.
هذا وقرر المسؤولون سد هذا المنفذ الحيوي إثر الإنهيارات الصخرية التي نجمت عن تآكل المنحدر الصخري المحادي له وسقوط صخور ضخمة على الطريق وشل حركة المرور فيها. ومن الألطاف الإلاهية أن هذه االإنجرافات الصخرية الضخمة لم تلحق أي أذى بمستعملي الطريق خلال حادث الإنهيار، لكنها تسببت بالمقابل في عزل المهدية عن محطيها والتأثير على نشاطها سيما السياحي، إذ تُعد أهم قطب سياحي في منطقة الغرب، وأهم متنفس لساكنتها وقبلة للوافدين عليها من مناطق أخرى.
ويشكو اليوم أرباب المطاعم ومهنيو الصيد وتجارة السمك وفضاءات الترفيه ووسائل النقل، يشكون، في تصريحات متفرقة ل”المساء24″، من قطع هذا الشريان الحيوي الذي أدى إلى تراجع النشاط السياحي والتجاري الذي يشكل مصدر عيش آلاف الساكنة وموردا لبلدية المدينة، وليس هدذ فحسب، بل أدت هده الوضعية الى إضطراب حركة السير والاختناقات المرورية في الطريق الثانوي المجاور للقصبة التاريخية وبحيرة سيدي بوغابة، الذي يلجأ إليه مستعملو الطريق، إذ تشاهد يوميا طوابير السيارات ووسائل النقل عالقة في هذا الممر، الذي يمتاز بوعورته وخطورة منحدره، ناهيك عن حوادث السير والخسائر الناجمة عنها.
وللتذكير، فهذه ليست المرة الأولى التي تعرف فيها المهدية مثل هذه الانهيارات الصخرية، لكنها لم تكن بحجم خطورة الانهيارات الأخيرة، وكان على المسؤولين التحرك آنذاك وفي الوقت المناسب لمعالجة أصل المشكل بتسييج الحافة وتقوية جوانبها بناء على دراسة جدية، خصوصا أن هذه المنحدرات تطل على طريق رئيسي وتشرف على الميناء النهري وعلى إحدى أهم مناطق صناعة تصبيرالسمك في بلادنا، وبدل الإسراع بتسوية المشكل اختار المسؤولون الأسلوب الأسهل، أي اغلاق الطريق نهائيا في وجه حركة المرورو التي تهم السياح والتجار ومهنيي النقل وعمال وعاملات معامل التصبير، بحيث أضحت جميع هذه الفئات تعاني من هذا الإجراء الذي دام أكثر من شهرين.
هذا ويتوقع المهتمون بالشأن العام المحلي أن تكون المهدية مهددة بركود سياحي واقتصادي خطير نتيجة هذه الوضعية سيما في موسم الصيف القادم، ما لم تتحرك الجهات المسؤولة والتدخل بشكل مستعجل لترميم وإصلاح حاشية الطريق المغلقة وفتحها أمام حركة السير..