رشيد زرقي
عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن إدانتها الشديدة لما تعرض له الصحافيون المغاربة بمطار هواري بومدين من مضايقات واحتجاز ومصادرة المعدات والتحقيقات الأمنية المريبة، مؤكدة تضامنها المطلق مع الزملاء الصحافيين ضحايا هذه التصرفات المشينة.
وكشفت النقابة في بلاغ لها، توصلت “المساء24” بنسخة منه، إن الصحافيين العاملين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، تعرضوا لـ”استفزازات ممنهجة بمطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية، بحيث تم احتجازهم لمدة تجاوزت الست ساعات، فور وصولهم”.
واضافت أن “هذا الاحتجاز المدان، ترافق مع التحقيق الأمني، قبل السماح لهم بدخول التراب الجزائري، باعتبارهم أفرادا عاديين فقط، مجردين من هويتهم المهنية التي على أساسها ذهبوا إلى الجزائر من أجل تغطية أشغال القمة العربية”.
واعتبرت النقابة أن ما حدث تم على “أساس واهي مفتقر لأي سند قانوني أو حقوقي أو أخلاقي، مما يظهر البعد الانتقامي لهذا الفعل المستهجن المتعامل مع الصحافة المغربية بعقلية انتقامية متقادمة، لا تنظر للإعلام إلا من زاوية سياسوية محدودة الأفق ومرتهنة للأمني في وجهه القمعي الذي يحصي الأنفاس عوض خدمة مصالح الشعوب وحقها في الحرية والكرامة”.
واعتبرت النقابة أن هذا السلوك يكشف أن السلطات الجزائرية مستمرة في نهج أساليبها العدوانية تجاه الصحافة المغربية، والتي أضحت بمثابة تقليد يتكرر حين احتضان الجزائر لأي ملتقى ذي صبغة دولية أو إقليمية أو قارية.
واشار نفس البلاغ أن هذا السلوك تجاه الصحافيين المغاربة “ليس غريبا على سلطات أمنية متخلفة”، مشيرة إلى ما تعرض له الوفد الصحافي المغربي بمطار هواري بومدين، خلال شهر يونيو الماضي، حين منع من تغطية ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي نظمت بالجزائر، وتم ترحيله قسرا نحو تونس.
ودعت النقابة الوطنية للصحافة المغربية مسؤولي جامعة الدول العربية إلى تحمل مسؤوليتهم الكاملة فيما تعرض له الوفد الصحافي المغربي، “باعتبار القمة العربية من مسؤولية جامعة الدول العربية، والجزائر مجرد محتضنة ولا حق لها في منع وفد صحافي من القيام بواجبه المهني، خصوصا إذا كان الوفد ينتمي إلى دولة معنية بانعقاد القمة العربية، ومشاركة فيها بوفد رسمي”.
من جهته، ندد المجلس الوطني للصحافة، في مراسلة موجهة إلى أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وسفراء الدول العربية بالمغرب، بما طال الوفد المغربي من منع وتنكيل من طرف سلطات الدولة التي تحتضن هذه القمة،مؤكدا أن ذلك يتعارض تام مع الأعراف الدبلوماسية ومع الالتزامات تجاه الجامعة العربية التي من المفترض أن تحترمها الدولة المضيفة.
وكشف المجلس أن الوفد تعرض لشتى أنواع التنكيل والمضايقات، على الرغم من قيامه بكل الترتيبات الإدارية التي وضعتها سلطات هذا البلد؛ غير أنه ووجه بالقمع الممنهج، منذ وصوله إلى مطار العاصمة الجزائرية.
وأشار إلى احتجاز الوفد الصحافي المغربي في المطار لمدة ساعات طويلة، وكذا طرد بعض الصحافيين بدون أي مبرر قانوني، علاوة على مصادرة معدات الباقي من الوفد، من كاميرات وآلات العمل، وعدم تسليم اعتماد تغطية الأشغال إلى حدود اليوم، ناهيك عن المعاملة السيئة والاستفزازية من طرف البوليس الجزائري وموظفي المطار.
واعتبر المجلس الوطني للصحافة أن هذه الممارسات القمعية والترهيبية أصبحت ممنهجة من طرف السلطات الجزائرية تجاه الصحافيين المغاربة، حيث سبق لدولة الجزائر أن طردت الصحافيين المغاربة الذين توجهوا لتغطية فعاليات الألعاب المتوسطية المنظمة بوهران بحجة أنهم جواسيس ومخابرات.