أعلن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، فصيل طلبة اليسار التقدمي، شجبه الشديد لما وصفها بعسكرة الجامعة بموقع الدار البيضاء وكافة أشكال الحظر العملي لنضالات الطلاب.
وقال فصيل طلبة اليسار التقدمي، في بيان توصل المساء24 بنسخة منه، إنه تابع بامتعاض شديد، الأحداث التي تعيشها جامعة الحسن الثاني بالعاصمة الاقتصادية، بعدما قامت، بحسبه، ما وصفها ب”قوى القمع المخزني” باقتحام مختلف الكليات التابعة للجامعة، مع “إنزال قمعي كثيف وتدخل همجي في حق الطالبات والطلاب”.
وأشار الفصيل الطلابي نفسه إلى أن التدخل الأمني أدى إلى اعتقال العديد من الطلبة وإصابة مجموعات أخرى، نقل على إثرها عشرات الطلاب إلى المستشفيات، حيث سجل العديد من الكسور والإصابات البليغة على مستوى الصدر والرأس وعشرات الحالات الأخرى المتفاوتة الخطورة، إضافة إلى تعرض العديد من الطلبة للاختناق والإغماء، على حد قوله.
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، فصيل طلبة اليسار التقدمي، وفي ذات البيان، قال إن الاجراءات المتخذة المتمثلة في إغلاق أبواب الكليات التابعة لجامعة الحسن الثاني في وجه الطلاب وحرمانهم من الولوج إلى مرافقها، تسببت في هدر الزمن البيداغوجي، وحرمان الطلاب من حقهم في التعليم والولوج إلى هذا المرفق العمومي، حسب تعبيرهم.
كما أعلن تضامنه مع الطلبة والطالبات المعنفين، مؤكدا على أن الجامعات المغربية ينبغي أن تبقى فضاءً للعلم والمعرفة والفعل الطلابي الديمقراطي، ورفضه لكل أشكال “الحظر العملي” على الأنشطة الطلابية.
وجدد فصيل طلبة اليسار التقدمي موقفه الرافض لما وصفها بالهيكلة الأحادية والفوقية التي يشتغل بها طلبة “فصيل العدل والاحسان”، مشيرا إلى أن منظمته النقابية تعيش ما أسماها أزمة تنظيمية تتجلى في غياب الهياكل المنظمة بالمواقع الجامعية منذ ثمانينات القرن الماضي.
وأبدى أصحاب البيان عزمهم الاستمرار في النضال من أجل إعادة بناء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لتعود نقابة لكل الطلاب بغض النظر عن توجهاتهم السياسية والفكرية. داعيا جميع المنظمات الشبابية والقوى السياسية والنقابية والحقوقية وأساتذة التعليم العالي إلى تحصين الجامعة، والوقوف ضد “الهجوم المخزني” دفاعا عن استقلاليتها وعن حق الطلاب في التعليم.
كما حثوا جميع أطراف الحركة الطلابية إلى التنديد بالأحداث التي تعرفها الجامعة بالدار البيضاء بغض النظر عن الاختلافات والتناقضات الداخلية بين مكونات الحركة الطلابية.
هذا وكان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب فصيل طلبة العدل والإحسان قد أعلن أن حصيلة التدخل الأمني، الثلاثاء المنصرم، لمنع تنظيم فعاليات الملتقى الوطني السابع عشر بمدرج كلية الآداب والعلوم الإنسانية –عين الشق التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عن وقوع إصابات خطيرة جدا في صفوف الطلبة والطالبات، نقل على إثرها أزيد من 53 طالب وطالبة عبر سيارات الإسعاف إلى المستشفيات، خلفت 6 كسور، منها واحد مزدوج في كتف طالبة، و4 إصابات خطيرة على مستوى الصدر والرأس، بالإضافة إلى أزيد من 80 إصابة متفاوتة الخطورة، فضلا عن عدد هائل من حالات الاختناق في صفوف الطلبة والطالبات، والإغماء الشديد لدى 12 طالبة، وكذا إتلاف تجهيزات الملتقى ومصادرتها، على حد تعبيره.
وأشار، في بيان له، إلى أن القوات الأمنية لم تكتف، بحسبه، باقتحام الكلية، بل قامت باحتلال منصة الندوة المبرمجة في إطار تلك الفعاليات على مرأى ومسمع الرأي العام الوطني والدولي، الذي كان يتابع النشاط في بث مباشر على الصفحة الرسمية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وكذا بالاعتداء على كل الطلبة والطالبات الذين أخرجتهم بالقوة من المدرج إلى الشارع.
واستنكر فصيل طلبة العدل والإحسان ما وصفها بالأساليب البليدة في التعاطي مع الأنشطة الطلابية، و”قمع” الملتقى الوطني الذي يعد، بحسبه، أضخم تظاهرة طلابية وطنية، تهدف إلى إسماع الصوت الطلابي وإبراز موقفه من كل السياسات التي تستهدف الطالب المغربي، وفي مقدمتها السياسات التعليمية الارتجالية، ونشر الوعي وتعميق النقاشات في القضايا الطلابية، والقضايا المجتمعية والسياسية والحقوقية، وفسح المجال أمام قامات فكرية وسياسية وحقوقية وطنية ودولية، وكذا استضافة المظلومين وأصحاب الحقوق المهضومة للتعبير عن آرائهم ومواقفهم بكل حرية ومسؤولية، وفق قوله.
كما شجب بشدة “التدخل القمعي الهمجي واستباحة الفضاء الجامعي”، مستنكرا جميع أشكال “التهديد والتعنيف” التي قال إنها مورست ضد مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. محملا في ذات الوقت المسؤولية الكاملة لجميع مسؤولي الأمن المتورطين في اتخاذ قرار التدخل، وكذا لمسؤولي الجامعة المتورطين في السماح بانتهاك حرمة الجامعة ب”الأجهزة القمعية”.
وندد الفصيل نفسه بتضييع الزمن البيداغوجي لعشرات الآلاف من الطلبة جراء غلق الكليات وتأجيل الدراسة دون مبرر قانوني، مشيدا في نفس الوقت ب”صمود” الطلبة والطالبات وتفاعلهم مع أنشطة الملتقى ووقوفهم السلمي وجها لوجه ضد التدخل الأمني سالف الذكر.