كريم شكري
كشفت معطيات واردة من مجلس جهة الدار البيضاء-سطات أن الاجتماع الذي عقده اليوم الإثنين كان حاسما في تحديد محاور البرنامج التنموي الجديد و بالتالي المصادقة على تفاصيله التقنية، المالية و التعاقدية.
و أورد رئيس مجلس الجهة عبد اللطيف معزوز في تصريح صحفي أعقب أشغال اجتماع اليوم، أرقاما “رنانة” تهم جدول البرامج المتفرعة عن خمسة محاور، متراوحة بين شقي الحياة الحضرية و القروية و التأهيل الاقتصادي ثم الارتقاء بالشأن الثقافي إلى صناعة منتجة، علاوة على التشغيل و النقل و تجويد الشبكة الطرقية.
و قال متحدثون عقب هذا الاجتماع إن إعداد هذا البرنامج التنموي “الضخم” جاء محصلة مسار تشاوري رفقة ما يناهز ألف شخص من الشركاء و منشطي حركة الترافع المدني، و هو المسار الذي يندرج، بحسبهم، ضمن دينامية تشاركية انطلقت منذ مستهل صيف السنة الجارية.
و أردفت ذات المصادر بأن الزخم الاقتراحي لهذه المشاورات كان قد بلغ رقم 800 مشروع جرى اقتراحه من طرف الشركاء، قبل أن يتم إخضاع الحصيلة برمتها لتنقيح محكوم بمعايير تنموية صارمة، على ضوء خبرة مجموعة بوسطن الاستشارية المتعاقد معها لهذا الغرض، تقول المصادر.
و بانعقاد اجتماع اليوم يكون مجلس البيضاء قد صادق على ما يناهز 70 مشروع تنموي يتطلب إنجازها غلافا ماليا، يتأرجح بين 48 و 50 مليار سنتيم و يتوزع على أوراش عديدة تجمع بين الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي.
و بينما ظل نشطاء الحركة المدنية بالعاصمة الاقتصادية و باقي أقاليم الجهة، ينظرون بعين الامتعاض مما وصفوه ب”بطء” التفاعل التنموي لإدارة الجهة مع حجم التراكمات التي ترخي بظلالها على احتياجات هذا النسيج الجهوي الحساس، جاءت تصريحات الرئيس معزوز مشوبة بحرص حثيث على أرفاق جدول المشاريع المصادق عليها بتأطير زمني، ينطلق بفترة إبرام الاتفاقيات التي ستستمر، بحسبه، لغاية شهر يناير المقبل، فيما جعل من شهر مارس من ذات السنة منطلقا لترجمة و تنفيذ كل المفاصل المحورية للمشروع.