فتحت الشرطة القضائية بمكناس بتنسيق مع نظيرتها بأزرو مؤخرا، التحقيق في قضية غريبة وغير مسبوقة تحمل وقائع قد لا يصدقها العقل، وتخص بالأساس احتفاظ شابة مجازة عاطلة عن العمل بجثة والدتها لمدة تفوق ثلاثة شهور إلى أن تجاوزت مرحلة التحلل، قبل أن تكشف إحدى بنات الضحية هذه الواقعة إثر زيارتها لمنزل والدتها بعدما انقطع التواصل بينهما، حيث وجدت جثتها تحولت الى هيكل عظمي في وضع جد مرعب مما جعلها تصاب لحظتها بانهيار عصبي.
و كشفت المصادر ، بأن التحقيقات التي أجرتها العناصر الامنية المختصة ، كشفت بأن الضحية كانت قيد حياتها تعيش مع ابنتها المجازة والعاطلة عن العمل في مسكنها المتواضع بحي شعبي بالمدينة المذكورة، ولما جاء أجلها وتوفيت، قررت ابنتها المجازة التي كانت ترعاها إخفاء الخبر على أخواتها والجيران والاحتفاظ بجثتها، بغاية الاستفادة من المنزل والمبلغ المالي الذي كانت تتلقاه من شقيقتها بالديار الأوروبية كمصروف شهري ظلت ترسله لفائدة والدتهما.
وأضافت ذات المصادر، بأن المتهمة اعترفت بتفاصيل هذه القضية ، حيث أفادت على أنها تعمدت الاحتفاظ بجثة والدتها مكرهة ، وذلك بسبب حاجتها الشديدة إلى ذاك المبلغ المالي الذي دأبت التوصل به من طرف شقيقتها التي توجد بالديار الأوروبية ، خاصة وأنها تعاني من البطالة ، مشيرة ، إلى أنها ظنت كذلك بأنها ستحرم من المنزل مباشرة في حالة ما إذا علم أفراد أسرتها بخبر وفاة والدتهم.
وأوردت المصادر ذاتها، أنه نظرا للظروف الصعبة للمتهمة ولعدم سوابقها وغياب نية جرمية لها في هذه الحادثة المريبة، قررت المحكمة متابعتها في حالة سراح، في الوقت الذي أحيلت جثة الضحية على التشريح من أجل إعداد تقرير مفصل حول أسباب هذه الوفاة والتأكد من خلال ذلك من عدم تعرض الضحية الى تصفية جسدية أو وجود شبهة في سبب الوفاة.