بعد عودة النادي الرياضي القنيطري، أمس، من الملعب البلدي بوجدة بالتعادل، بإصابة لمثلها، في مباراته المؤجلة عن الدورة 12 ضد حسنية لازاري لوجدة والمترتبة عن تداعيات حادثة السير التي كان قد تعرض لها فارس سبو ليلة 26 نونبر الماضي عند مدخل مدينة سيدي بنور وهو في طريقه لإجراء مباراته ضد أولمبيك اليوسفية بملعب الداخلة برسم الدورة التاسعة، تكون جميع فرق القسم الوطني هواة قد أجرت مبارياتها الخمسة عشرة برسم مرحلة الذهاب وأصبح الترتيب العام بالنسبة للصفوف الأولى والوسطى على الشكل التالي:
1- الكوكب المراكشي: 33 ن+ 12
2- إتحاد أمل تزنيت : 31 ن + 10
3- وداد قلعة السراغنة 29 ن + 9
4- النادي المكناسي : 27 ن + 10
5- النادي القنيطري : 27 ن + 5
6- فتح الناظور : 19 ن + 0
7- أمل الفتح الرباطي 19ن -2
8-الإتحاد البيضاوي : 18ن -2
9- إتحاد تمارة : 18 ن -4
يعني ذلك، بأن الصراع من أجل الظفر بورقتي الصعود للمجموعة الإحترافية الثانية سينحصر أساسا وسيكون قويا جدا بين الفرق الخمسة الأولى في هذا الترتيب، والتي يبتعد فيها صاحب الصف الخامس النادي الرياضي القنيطري عن صاحبي الصف السادس، الفتح الرياضي الناظوري وأمل الفتح الرياضي ب8 نقط وعن الإتحاد البيضاوي واتحاد تمارة ب9 نقط أي يثلاث مباريات كاملة.
هذه الفرق الأربعة الأخيرة قد تحدث المفاجأة أو قد تلعب مع باقي الفرق الأخرى المهددة بالنزول للقسم الوطني الأول هواة دور الحصان الأسود للفرق الخمسة الأولى التي يظهر بأنها لوحدها ستتنافس على الصعود أو العودة للمجموعة الإحترافية الثانية.
فيما يخص النادي الرياضي القنيطري يظهر أن مساره في الشطر الأول من البطولة كان إيجابيا إلى حد ما، ولا يبتعد إلا بست نقط عن الصف الأول الذي يتموقع فيه الكوكب المراكشي.
وعلى سبيل المقارنة، ففي ذهاب الموسم الرياضي 2021- 2022 احتل النادي القنيطري الصف الرابع بعشرين نقطة ولكنه كان متخلفا عن وداد تمارة بعشر نقط وبثمان نقط عن الاتفاق الرياضي المراكشي، وهما الفريقان اللذان صعدا في نهاية ذاك الموسم للمجموعة الاحترافية الثانية.
في ذهاب الموسم الرياضي الماضي كان الفريق القنيطري قد انتصر في ست مباريات فقط وتعادل في اثنين وانهزم في سبعة وسجل هجومه خمسة عشرة إصابة و دخلت مرماه سبعة عشرة إصابة غير أنه في مرحلة الإياب انتصر في ثمانية وتعادل في أربعة وانهزم في ثلاثة وسجل هجومه تسعة عشر هدفا وسجلت عليه عشر إصابات فقط؛ بمعنى أوضح أن النادي القنيطري كان أفضل في مرحلة الإياب من مرحلة الذهاب وحقق ثمانية وعشرين نقطة، ولولا تضييعه لعدد من النقط بتعادله داخل ميدانه وحتى بهزيمته ضد أمل الفتح الرياضي ولو أن المباراة كانت قد لعبت بمشرع بلقصيري، وكذلك لولا سقوطه في بعض المباريات خارج ملعبه وبشكل مفاجىء و غير مقبول كما حدث عندما انهزم في مريرت بإصابة لصفر سجلت في الأنفاس الأخيرة من المباراة، لولا كل ذلك لكان فارس سبو الآن يلعب بالمجموعة الإحترافية الثانية.
نتائج مباريات النادي الرياضي القنيطري في مرحلة الذهاب لهذا الموسم الرياضي تبقى مقبولة بالنظر لعدد من العوامل التي لم تسعف الفريق وكانت حجرة عثرة في الطريق الصحيح لفارس سبو والتي يمكن تلخيص البعض منها في النقط التالية :
أولا : حادثة السير الخطيرة التي تعرض لها الفريق وهو في طريقه لمدينة اليوسفية والتي أصيب خلالها العديد من اللاعبين بجروح متفاوتة الخطورة كان أخطرها ما تعرض له عميد الفريق هشام العروي ومساعد المدرب أنس عزيم ؛ هذه الحادثة أرخت بظلالها الوخيمة وأثرت بشكل سلبي كبير على نفسية لاعبي الفريق وكل مكوناته وخلخلت بالتالي النسق التصاعدي الذي كان يسير عليه الفريق، حيث أنه حقق أربع انتصارات وأربعة تعادلات، وسجل عشر إصابات وسجلت عليه خمسة إلى حدود الدورة الثامنة أي قبل ليلة تزامن الحادثة مع الدورة التاسعة.
ثانيا : المنع الذي طال حضور أنصار الفريق بالملعب البلدي بالقنيطرة وهو ليس بالأمر الهين ولا يجب أبدا التقليل من قيمته بالنظر إلى أن لفارس سبو قاعدة جماهيرية عريضة لا تتوفر عليها العديد من فرق المجموعتين الإحترافيتين الأولى والثانية ويضرب بها المثل بطرقها الحضارية والمتميزة في التشجيع ويعتبر السند والمدعم الأساسي بما يضخه من مداخيل كبيرة في صندوق الفريق ويعتبر أيضا الحاضنة الرئيسية الدافئة لفريق النادي الرياضي القنيطري ؛ بل إن المنع طال أيضا تنقل الجمهور القنيطري حتى خارج القنيطرة، وكلنا رأى بأم عينيه عبر شاشة التلفاز كيف لم يسمح للآلاف من أنصار النادي القنيطري من الدخول إلى الملعب الكبير بمراكش إلا عند اقتراب نهاية الشوط الاول وهو ما أثر سلبا على نفسية لاعبي الفريق الذي انهزم وقتها بإصابتين لصفر أمام الكوكب المراكشي الذي كان مدعما ومساندا بجماهيره الغفيرة.
ثالثا : المعاناة المادية الكبيرة التي يعاني منها الفريق باستمرار والتي لم تسعفه في عقد انتدابات جديدة في بداية الموسم الرياضي الحالي على غرار الفرق التي تنافسه حاليا على الصعود بل لقد دفعت الأزمة المالية التي يعيشها الفريق اللاعبين إلى الإحتجاج على عدم توصلهم بمستحقاتهم ؛ أضف إلى ذلك فإن عقوبة عدم السماح للنادي بعقد انتدابات جديدة خلال الميركاتو الشتوي الحالي بسبب عدم تسوية الفريق لنزاعاته المالية مع عدد من لاعببه وأطقمه التقنية لم ترفع عن النادي إلا مؤخرا.
ويترقب متابعون للشأن الرياضي أن النادي الرياضي القنيطري سيتعامل بجدية كبيرة مع مباريات مرحلة الإياب وأكيد أنه سيضع صوب عينيه تحقيق هدف الصعود للمجموعة الإحترافية الثانية في نهاية الموسم الرياضي الحالي. صحيح المنافسة ستكون قوية بين فرق المقدمة والمشوار سيكون طويلا وشاقا والطريق نحو الصعود لن يكون مفروشا بالورود، ولكن الفريق وراءه و كالعادة جمهور غفير جدا يتابع مبارياته بشكل مكثف سواء خارج الملعب أو داخله بحجم الجمهور الذي كان حاضرا خلال مباراتي إتحاد سيدي قاسم وأكثر منه خلال مباراة الفريق ضد إتحاد امل تزنيت، والذي أشادت به عدة وسائل إعلام دولية بل تلقى الإشادة كذلك من طرف الإتحاد الدولي لكرة القدم والذي علق على هذا الجمهور بصفحته الرسمية بأنه جمهور حاضر في مباراة تخص مباراة لكرة القدم هواة، فهل هناك من فخر أكثر من هذا ؟ وهل هناك من دعم جماهيري أكبر من دعم جماهير النادي الرياضي القنيطري؟ وبكل تأكيد سيكون الحضور قويا جدا وقد لا تستوعبه المدرجات المفتوحة حاليا خلال المباريات القادمة كلما حقق فارس سبو نتائج إيجابية تعبد الطريق نحو الصعود.
بكل التوفيق لفارس سبو.