بقلم: *الأستاذ رشيد أيت بلعربي
سيادة الرئيس المحترم :
ليس من حقكم أن تدنسوا تاريخ جمعيتنا (جمعية المحامين) للدفاع عن نتائج امتحان يفتقد لأبسط شروط النزاهة ، أو للدفاع عن أنفسكم أو عن أبنائكم.
لم يسبق لأي امتحان في تاريخ المحاماة و ربما لأي مباراة من مباريات التوظيف في المغرب أن خلق الجدل الذي أثاره امتحان الحصول على شهادة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة الذي أجري في رابع دجنبر 2022 و ظهرت نتائجه الشق الكتابي منه. و هو ما خلق ردود أفعال قوية سواء من طرف الرأي العام أو من طرف من لم يتوفقوا في النجاح أو داخل أوساط المحامين، إذ ظهر أن هناك شبه إجماع على عدم نزاهة الامتحان الذي بدت واضحة سواء من خلال تسريب الأسئلة و الأجوبة عنها على صفحات الفيسبوك أو من خلال النتائج المعلنة لأسماء الناجحين في الامتحان الكتابي.
و ما زاد الطينة بلة هو الخرجات الرعناء لوزير العدل و تصريحات المضطربة اضطراب سلوكه و شخصيته للدفاع عن نزاهة الامتحان و النتائج. لكن صدمة المحامين و الرأي العام كانت أقوى لما خرج بلاغ جمعية هيئات المحامين بالمغرب هذا المساء دفاعا عن هاته النتائج. و هو البلاغ الذي ينضاف لسلسلة التراكمات السلبية لمكتب الجمعية الحالي الذي يترأسه النقيب عبد الواحد الأنصاري ، و الذي نال حصة الأسد من الانتقادات سواء في تدبيره لهذا الملف أو لباقي الملفات التي خلفت احتقانا غير مسبوق في تاريخ المحاماة بين المحامين من جهة و بعض الجهات في الدولة من جهة أخرى.
و قد بلغت الانتقادات لرئيس الجمعية مداها عندما صرح وزير العدل بمناسبة إعلان إجراء امتحان المحاماة أن سيادة الرئيس هو من طلب منه ذلك.
و ها هي الساحة اليوم تشهد على نجاح نجلي الرئيس في هذا الامتحان. و لهذا قيل إذا ظهر السبب بطل العجب. نجاح ترتب عنه توجيه السهام نحو الرئيس و نجليه و كل الناجحين ممن تربطه علاقة به أو بباقي المسؤولين في وزارة العدل و المسؤولين السياسيين و الحزبيين و غيرهم. و ها هو سيادة الرئيس لم يكتف بما سبق، بل أبى إلا أن يورط جمعية هيئات المحامين بالمغرب في بلاغ تعيس يدافع عن نتائج الامتحان و يستغل إطارنا الذي نعتز به للتنديد بما اعتبره إساءة أو تشهيرا بمن نجح في هذا الامتحان و بأسرهم.
سيادة الرئيس المحترم ،
جمعية هيئات المحامين بالمغرب هي جمعية كل المحاميات و المحامين المغاربة و ليس دكانا حزبيا و لا ملحقة أسرية لك و لأقرانك. فإذا كنتم تعتقدون أن إساءة أو تشهيرا طالكم طال شركاءكم من أي كان ، فلكم و أنتم سيد العارفين الحق في سلوك كل المساطر القانونية ضد أي كان ، لكن ليس من حقكم أن تتسلقوا ظهر جمعيتنا للدفاع عن صديقكم الوزير و شريككم الحكومي .
كما ليس من حقكم أن تدنسوا تاريخ جمعيتنا للدفاع عن نتائج امتحان يفتقد لأبسط شروط النزاهة أو أن تدافعوا عن أنفسكم أو عن أبنائكم أو عن أي كان.
أما المتربصين بمهنة المحاماة و الذين يعتقدون أنها سقطت في ميزان النزاهة ، فلا تفرحوا كثيرا. مهنة المحاماة لها من الرجال و النساء الشرفاء و الشريفات من سيجعلونها مرفوعة الرأس دائما رغم تكالب الكثير من أعداء الداخل و الخارج. فالأنصاري و غيره سيلفظون قريبا. لكن شموخ المحاماة باق و سيبقى لأنها بطبيعتها شامخة لا تنحني.
*عضو مجلس هيئة المحامين بالقنيطرة*