استنكر المكتب المحلي لحزب الاشتراكي الموحد بمدينة ابن جرير عدم تجاوب الجهات الإقليمية والمحلية المسؤولة مع مضامين البيانات التي يصدرها الحزب بابن جرير، والتعاطي السلبي مع مختلف المواضيع الملحة المطروحة محليا وإقليميا.
وقال رفاق منيب “إن حجم الاستهتار الذي سجلناه في تعاطي السلطة المحلية مع الملفات والقضايا المجتمعية الحارقة، وفي مقدمتها الصحة والتعليم والشغل والسكن والبنيات التحتية…، والتي تعد من أولى أولويات الساكنة، هو استهتار بمآسيها ومعاناتها رغم ما تزخر به المدينة من ثروات منجمية مهمة (الفوسفاط) كفيلة بتشغيل بنات وأبناء الإقليم، وتجويد المرافق والخدمات الصحية وتحسين الاستقبال بها، وفك الحصار عن مجموعة من المؤسسات التعليمية التي تعيش اكتظاظا غير مسبوق في صفوف متعلمات ومتعلمين ينحدرون من أسر مفقرة”.
وشجب الحزب الاشتراكي الموحد، في بيان توصل المساء24 بنسخة منه، الأوضاع التي تعرفها الأحياء بمدينة ابن جرير، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة مهمشة ولم يصلها بعد الذكاء العمراني والتطور الذي تحظى به جهة دون أخرى، في تكريس صارخ لفوارق مجالية وترابية واجتماعية تنبئ بانفجار الاحتقان الاجتماعي الظاهر على سحنة معظم فئات المجتمع، في غياب تام لنظرة مستقبلية ذات بعد اجتماعي واقتصادي وتنموي لتقليص الهوة بين الجهتين، على حد تعبيره.
وأضاف “أن ما بات يعرف بالمدينة الخضراء المتواجدة بتراب مدينة ابن جرير يدفعنا نحن الحزب الاشتراكي الموحد إلى طرح مجموعة من التساؤلات المشروعة من قبيل: هل أصبحنا نتحدث اليوم عن مدينتين منفصلتين/مستقلتين ترابيا وإداريا؟ هل هذا الزخم والتسويق الترابي للمدينة الخضراء وما يحيط بها من مشاريع هائلة دون تأهيل مواز لمدينة ابن جرير هو إعلان عن انفصال قريب؟ لماذا هذا الركود على مستوى إعداد مشاريع استراتيجية تهم قطاعات حيوية في مدينة ابن جرير، والاكتفاء بمشاريع مستعجلة وضعيفة (cocotte minute) لم تخرج إلى حيز الوجود بعد، وأخرى طالها النسيان؟”.
وأعلن حزب الشمعة في ذات البيان عن تنديده بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والبيئي “المتأزم” الذي تعيشه ساكنة المدينة. مستنكرا بشدة “التهميش” الذي عَمًر جميع أحياء وشوارع مدينة ابن جرير وقرى وبوادي إقليم الرحامنة المنسي، حسب قوله.
ودعا الحزب نفسه الجهات المعنية إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية، والبحث عن حلول واقعية وملموسة لتجاوز هذه العقبات التي تقف حجرة عثرة أمام تحقيق الأهداف التنموية والمنشودة، منددا في هذا الإطار بما وصفها بالفوارق المجالية الشاسعة لإنماء جهة (المدينة الخضراء) على حساب جهة أخرى (مدينة ابن جرير)، بسواعد من أسماهم المفقرين والمهمشين من أبناء الشعب في استغلال تام لضعفهم وحاجتهم للشغل دون توفير أبسط شروط العمل بكرامة، وفق قوله.
وحمل رفاق منيب السلطات المحلية بالإقليم مسؤولية الحالة “المتدهورة والمتردية” التي وصلت إليها المدينة، بسبب سياسة “الآذان الصماء القديمة-الجديدة” التي تنهجها لإخفاء حقيقة إخفاقاتها في حل العديد من الملفات العالقة، وعلى رأسها مشكل احتلال الملك العمومي، والإفراج عن الأسواق (النموذجية) لفائدة أصحاب الحق من الباعة.
كما شجبوا “كل أشكال التضييق على الحقوق والحريات وأساليب القمع الذي يتعرض له مناضلو الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بابن جرير والنواحي، وكل الفئات المطالبة بحقوقها العادلة والمشروعة بالإقليم”.