كريم شكري
“لوحة كوريغرافية”..عبارة رددها معلق قناة الرياضية لأكثر من مرة قبيل انطلاق مباراة “الماص” و “الماط”، لحساب الجولة الأولى من الدوري الاحترافي لكرة القدم..
و الحال أن المشهد الجماهيري أسفله يحيلنا على نمط كاليغرافي Calligraphie في صياغة الرسالة المقروءة، لا علاقة له بفنون الكوريغرافيا Chorégraphie، لكون هذه الأخيرة تنتسب لحقل تداولي يهم الرقص و التعبير الجسدي..
ولأن السياق لا يحتمل ذريعة السهو أو زلة تعبير تستدعي التجاوز، فإن الواجب يحتم علينا التنبيه لانحراف لغوي قد يؤثر سلبا على المجال الإدراكي للمشاهد المغربي، لا سيما ضمن الوسط الجماهيري الناشئ الذي يتعامل مع العرض التلفزيوني كمحتوى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه..
بين الكوريغرافيا و الكاليغرافيا مسافة دلالية تجعل هذا الخلط الاصطلاحي غير مبرر باي شكل من الأشكال..
و عليه فالصور التي رسمها الجمهور في المدرجات تحيلنا على إبداع كاليغرافي بالمعنى اللغوي و المبنى الإبداعي..مع كامل التقدير لطاقم “الرياضية” و لجماهير “الفاطال تيغرز” على الإبداع في صياغة رسالة جعلتها ذبذبات النقل التلفزيوني تختزل المسافات لتستقر في وجدان كل مغربي..