سيدي سليمان.. سعيد جبار
هذه هي الحقيقة المرة، نحن من عززنا عقلية السوق في السياسيين، وجعلناهم ينظرون إلينا كمجرد سلع تباع في سوق النخاسة، حيث لا يحق لنا المطالبة بحقوق أخرى…حين يتم الالتزام ببيع الذمم والأصوات، وهذا لا يعني أني أعمم.
لم يعد لنا الحق في حياة كريمة…لا من حيث الطرق والإنارة الجيدة والصحة…لم يعد لنا الحق حتى في التواصل وقضاء مصالحنا كمواطنين وهذا ما يهدد المصلحة العامة للمدينة.
إلى أين…؟
عندما تتحول السياسة إلى تجارة للربح، وعندما يتحول السياسوي إلى ديناصور يرعب الإقليم شمالا وغربا وجنوبا وشرقا.
إلى أين …؟
عندما نكتب عن واقع مدينتنا الجريحة ويهاجمنا أشخاص وأقلام مأجورة تختبىء وراء أقنعة الحسابات المزيفة.
مدينتنا كحافلة بدون عجلات متينة، ولا محرك قوي، ولا سائق ماهر، وكفى من الضحك والاستهتار ، واستغفال واستغلال السليمانيين وتركهم يتخبطون في مشاكل لا حلول لها: بيئية، اجتماعية، صحية، اقتصادية…في ظل غياب ربان واع ومثقف يعي العرف السياسي والإداري.
أحيانا ألعن الوضع واليوم الذي قررت فيه أن أبقى مستقرا بمدينتي مسقط راسي، لقد خانني الحنين لهذه المدينة المنسية، التي تنطبق عليها جميع مرادفات البؤس… والغريب في الأمر عندما نتحدث عما يقع ونوضح للرأي
العام ما يجري ويدور، نلقب بأعداء النجاح.
نحتاج إلى إنسان بمعنى إنسان، وضمير حي يقدر قيمة الأمانة ( لا يغيـر الله ما بقـوم حتى يغيـروا ما بأنفسـهم).