تدخل بعض الأسر في حيرة وتساؤلات حول مقدرة أطفالها على الصيام، والعمر المناسب للبدء بتدريب الطفل على الصيام، دون أن ينعكس الأمر على صحته وبنيته الجسدية.
وتجد غالبية العائلات في “صوم العصافير” الطريقة المثلى لتعويد الطفل على الصيام، وذلك بعدم تناول الطعام والشراب لساعات معينة، حتى يعتاد في بادئ الأمر على مفهوم الصوم، إضافة لأساليب تربوية مختلفة تلجأ لها بعض الأمهات لتبسيط معنى الصوم لأطفالهن.
الاهتمام بالغذاء
بدورها، تدعو أخصائية تغذية الأطفال آثار العجلوني “إلى ضرورة ضبط مسألة صيام الأبناء في مرحلة ما قبل البلوغ”.
وتضيف: “يجب أن يصوم الطفل الذي لم يصل لسن الرشد لنصف النهار فقط، حتى لا تتأثر صحته خلال فترة الصيام”.
وتؤكد الأخصائية على ضرورة الاهتمام بكمية السوائل من الماء والعصائر الطبيعية التي يتناولها الطفل أثناء وبعد وجبة الإفطار؛ فقدرة الأطفال على الصوم تتفاوت تبعا لبنية الطفل وحالته الصحية والطقس، وفق قولها.
وتشير “ضيفة سند”، إلى أنه من المهم تقديم وجبة إفطار متوازنة، تحتوي على النشويات والبروتينات والدهون الصحية، إضافة للفواكه والخضروات؛ للحصول على الاحتياجات اللازمة من الفيتامينات والمعادن لمنح الطفل كافة احتياجاته الغذائية.
أما وجبة السحور فيجب أن تحتوي على الألياف التي تساعد على الشبع لفترات أطول، إضافة للحليب والأجبان لمنح الطفل احتياجات جسده من الكالسيوم، تبعًا لقولها.
وتحذر الأخصائية من الأطعمة المقلية والحلويات، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية للطفل؛ لأنها تسبب فقدان الماء من الجسم.
وللأمهات توجه نصيحتها قائلة: “على الأمهات اللاتي يصوم أطفالهن للمرة الأولى أن يؤخروا السحور حتى لا تطول ساعات صيام على الطفل، مما يُسبب في إجهاده وتأثر صحته، بسبب تعريضه للجفاف أو نقص حاد في مستوى السكر”.
دعوة للصيام
أما من الناحية الشرعية، فيرى أستاذ الفقه والأصول بالجامعة الإسلامية بغزة ماهر الحولي، أنه يجب تشجيع الأطفال على الصيام وتعويدهم عليه كما درج عليه الصحابة الكرام، كما قال الربيع رضي الله عنه في صيام عاشوراء: “فكنا نصومه ونصوم صبياننا فإذا بكى الطفل من الجوع أعطي اللعبة من العهن يتلهى بها ويتشاغل”.
ويضيف “الحولي” لـ”وكالة سند للأنباء”: “انقسم الناس في صوم الأطفال بين الإفراط والتفريط، فهناك من يكلف الصغار بصيام يوم كامل وقد لا يحتمله، وهناك من يمنع من بلغوا من الصيام بحجة أنهم صغار”.
وعن العمر الذي يجب أن يبدأ الوالدان بتعليم أولادهما الصيام فيه هو سن الإطاقة للصيام، وهو يختلف باختلاف بُنية الولد، وحدَّده بعض العلماء بسن الـ(10) سنوات، “وفق الحولي”.
ويردف: “بعض الآباء يقيسون الصيام على الصلاة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف: “مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ”، فلا قياس في العبادات”.
ويستطرد: “هناك فرق بين الصيام والصلاة لأن الصلاة عبادة بدنية دائمة تبدأ منذ سن السابعة، أما الصيام ففيها مشقة بترك الطعام والشراب، حتى أن المكلف يعفى من أدائها إذا وجد مشقة المرض أو مشقة السفر، فما بالك بالطفل الصغير”.
ويختم بالقول: “من الأفضل قيام ولي أمر الأطفال بحثهم وتشجيعهم على الصيام وتدريبهم عليه، ولكن برفق ولين وحكمة وتشويق، ودون إدخالهم في حرج ومشقة ونفرة”.
وكالة سند للأنباء