انطلقت، اليوم، بطنجة، أشغال الدورة التاسعة عشرة لمنتدى تطوير الخطوط الجوية ” 2023 “Connect، بحضور ثلة من خبراء ومهنيي صناعة الطيران المغاربة والأجانب.
واستقطب المنتدى، الذي يعتبر أحد أبرز المواعيد على أجندة التظاهرات الدورية في مجال الطيران والمنظم بمبادرة من المكتب الوطني للمطارات والمكتب الوطني المغربي للسياحة بشراكة مع المجلس الجهوي للسياحة بطنجة تطوان الحسيمة، كافة الفاعلين في قطاع الطيران لتبادل الآراء والخبرات وإبرام اتفاقيات وشراكات وعقود .
وشارك في هذا المنتدى حوالي 650 خبيرا ومهنيا في مجال صناعة الطيران يمثلون المطارات وشركات الطيران ومهنيي القطاع السياحي ووكالات الأسفار وسلطات السياحة بأزيد من 60 دولة، وهو ما يعد مناسبة لتعزيز الإشعاع الدولي لوجهة المغرب ووجهة طنجة على وجه الخصوص.
واعتبرت حبيبة لقلالش، المديرة العامة للمكتب الوطني للمطارات، في كلمة بالمناسبة، أن اختيار طنجة لاحتضان المنتدى يعزى إلى مكانة المدينة على مدى القرون الماضية باعتبارها مركزا للتجارة الدولية، دون الحديث عن تاريخها العريق وتراثها الثقافي ومناخها الفريد ومعمارها المتميز، معربة عن شكرها لمؤسس ومطور المنتدى ” The Airport Agency”، لاختيار المغرب للمرة الثانية لاحتضان هذه الفعالية الهامة .
وقالت إن “مشاركتنا في هذا الحدث تندرج في إطار تفعيل التوجهات الاستراتيجية للمكتب الوطني للمطارات الرامية إلى تعزيز الربط الجوي للمطارات المغربية”، مشددة على أن “هذا المنتدى يمثل فرصة جيدة للترويج للمطارات المغربية”.
وأكدت السيدة حبيبة لقلالش أن النقل الجوي بالمغرب بدأ في استعادة نشاطه منذ إعادة فتح الحدود، حيث سرعان ما عاد المسافرون لاكتشاف نكهة السفر، مضيفة أنه “باعتبارنا مهنيين، نحن سعداء باستقبالهم من جديد بمطاراتنا وعلى متن طائراتنا”.
وتابعت أنه “منذ التوقيع على اتفاق السماء المفتوحة (Open Sky) مع الاتحاد الأوروبي في 2006، وضع المكتب الوطني للمطارات برنامجا طموحا لرفع سعة المطارات، مع إيلاء أهمية خاصة إلى جودة الخدمات وضرورات الأمن والسلامة”، منوهة بأن شبكة المطارات المغربية توفر حاليا طاقة استيعابية تبلغ 39 مليون مسافر سنويا، وسترتفع أكثر من ذلك على المدى القريب”.
وسجلت المسؤولة بأنه “في أفق سنة 2030، سنبلغ طاقة استيعابية بالمطارات تصل إلى 60 مليون مسافر”، مشيرة إلى أن “المكتب الوطني للمطارات وشركائه يعملون بشكل حثيث على ضمان المرور السلس للمسافرين على مستوى المطارات، والحفاظ على الصحة والسلامة، وتقديم خدمات مطعمة وترفيه متنوعه، إلى جانب خدمات إرشاد موثوقة”.
وتابعت أننا “تمكنا أيضا من الارتقاء بالجودة والقدرة على استقبال الركاب بأرضية المطارات، وجعلنا سماءنا فضاء آمنا وسلسا، لأن الملاحة الجوية تعتبر من المهام الكبرى للمكتب الوطني للمطارات”، مجددة التأكيد على أن المكتب يضطلع بدوره كاملا باعتباره شريكا استراتيجيا لشركات النقل الجوي ولمتعهدي خدمات النقل الجوي، وهو ملتزم بتحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين ولمستعملي الأجواء، بالتنمية المستدامة للمجالات الترابية”.
من جانبه، أكد عادل الفقير، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، أن “عائلة النقل الجوي الدولي والسفر العالمي حلت بمدينة طنجة. وهذه لحظة عظيمة وأيضا فرصة جديدة لتعزيز النقل الجوي، الذي يظل أحد أبرز الدعائم الرئيسية لتطوير قطاع السياحة”.
وقال إننا “نعمل على دعم إبراز وجهة المغرب إزاء شركات الطيران من أجل زيادة وتنويع الربط الجوي نحو المغرب ومختلف وجهاته”.
وأضاف أن احتضان هذا الحدث الهام لصناعة الطيران العالمية، من شأنه أن يعزز تموقع المغرب كوجهة سياحية رئيسية بالنسبة لكافة الفاعلين الدوليين في مجال النقل الجوي، ودعم جهود المكتب الوطني المغربي للسياحة لربط المغرب مع أكبر عدد من الأسواق الدولية، مذكرا بأنه مع متم سنة 2022، تجاوزت برمجة المغرب كوجهة لدى شركات النقل الجوي المستوى المسجل قبل الأزمة الصحية.
واعتبر عادل الفقير أن الهدف يتمثل في بلوغ سعة 8.2 مليون مقعد خلال السنة الجارية، منوها بأنه لبلوغ ذلك، تم التوقيع مؤخرا على عدد من الاتفاقيات والشراكات بين المكتب وشركات النقل الجوي.
بهذا الصدد، أوضح المسؤول بأن المكتب الوطني المغربي للسياحة فتح، بشراكة مع 10 شركات للنقل الجوي، 35 خطا جديدا نحو 8 وجهات بالمغرب خلال الموسم الصيفي 2023.
بدورها، اكدت المديرة التنفيذية ل ” The Airport Agency” كارين بوتوت، أن قطاع النقل الدولي يصل ويوحد الشعوب والثقافات والشركات، مبرزة الدعم الاستثنائي الذي قدمه المغرب لهذا الحدث، والذي سيمكن من إشعاع وجهة المغرب والنهوض بتنمية القطاع على الصعيدين الوطني والدولي.
واعتبرت أن هذا المنتدى، الذي ينعقد للمرة الثانية بالمغرب بعد دورة 2014 بمراكش، سيكون مناسبة لاكتشاف المؤهلات السياحية للمغرب عموما، ولجهة الشمال على وجه الخصوص، وتمتين الشراكات بين الفاعلين في النقل الجوي بالعالم، وتعزيز إقامة روابط جوية جديدة.
وقالت المتحدثة إنها “معجبة بالتنمية التي شهدها المغرب، مملكة الأنوار، التي أصبحت وجهة سياحية من الطراز الأول”.
أما رئيسة المجلس الجهوي للسياحة، رقية العلوي، فقد توقفت عند المؤهلات السياحية لجهة طنجة تطوان الحسيمة، والتي تشمل الشواطئ الرملية الجميلة والجبال الشامخة والثقافة العريقة والطبيعة التي مازالت تحتفظ ببدايات الزمن، كما تتوفر على مركز اقتصادي مزدهر، إلى جانب إمكانات ضخمة لتطوير صناعة الطيران، موضحة أن الجهة تعتبر نقطة عبور رئيسية بالنسبة للمسافرين المحليين والدوليين والمغاربة المقيمين بالخارج.
وذكرت رقية العلوي بأن الدولة بذلت جهودا كبيرة لتحسين البنيات التحتية بالمنطقة، لاسيما المينائية والسياحية، ما مكن من تحقيق زيادة ملموسة في عدد الزوار خلال السنوات الأخيرة والرفع من جاذبية الجهة، مضيفة أن “جهة طنجة تطوان الحسيمة مدهشة وساحرة وتعرف دينامية من شأنها جذب اهتمام المشاركين في منتدى ” Connect Aviation” خلال مختلف الزيارات والخرجات المبرمجة”.
وشددت على أن هذا المنتدى يشكل مناسبة لمد وإحداث الجسور والعمل على التقريب بين مختلف شعوب الإنسانية، معربة عن أملها في إحداث خطوط جوية جديدة نحو جهة الشمال، لأن كل خط جديد، يعتبر فرصة للزائر لاكتشاف الجهة وعيش تجربة شمال المغرب.
وجرى حفل افتتاح المنتدى بحضور والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد مهيدية، ورئيس مجلس الجهة، عمر مورو، والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية الشمال، منير البيوسفي، وعدد من المسؤولين والفاعلين المؤسساتيين بالجهة.
وسيمكن انعقاد منتدى تطوير الخطوط الجوية “Connect” بالمغرب من تسليط الضوء على المزايا العديدة التي توفرها المطارات المغربية فيما يتعلق بالطاقة الاستيعابية وجودة الخدمات ومختلف المشاريع المهيكلة، لاسيما ما يتعلق برقمنة الخدمات المطارية.
من خلال احتضان هذا الحدث الهام لصناعة الطيران العالمية، فإن المكتب الوطني للمطارات والمكتب الوطني المغربي للسياحة يعززان تنسيقهما وتعاونهما لتعزيز الربط الجوي وتعزيز جاذبية وجهة المغرب.