ندد التنسيق النقابي الرباعي بقطاع الصحة، في بيان مشترك، بشدة ما وصفها بالتصريحات المشينة لبرلماني، رئيس الفريق الأغلبي، في حق المنظومة والشغيلة الصحية.
التنسيق النقابي، المكون من النقابات الممثلة للشغيلة الصحية المنضوية تحت لواء المركزيات النقابية الاتحاد المغربي للشغل والكنفيدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، قال إنه تلقى استياء وسخط عارم “الكلام غير المسؤول” التصريح المشين ضد الأطر الصحية والمؤسسات الصحي، الصادر عن البرلماني المذكور خلال مروره التلفزي بإحدى قنوات القطب العمومي، والتي اعتبر فيها المستشفيات المغربية “مجارز”، ليضفي بالتالي صفة “الجزارين” على الأطر الصحية، حسب قوله.
واعتبرت النقابات الأربع الموقعة على البيان الذي توصلت المساء24 بنسخة منه، أن ما أدلى به رئيس الفريق الأغلبي ضارب بعرض الحائط كل “التضحيات الغالية والمجهودات الجبارة والعطاء غير المسبوق في الصفوف الأمامية لمهنيي الصحة بكل فئاتهم خلال كل فترات ومراحل مواجهة جائحة كوفيد19، وذلك بالرغم من قلة الإمكانيات والوسائل وندرة الموارد البشرية، كما ضحت الشغيلة بحياتها وبصحتها وبراحتها وراحة عائلاتها من أجل أن يحيى الوطن والمواطنين، وهو ما مكن بلادنا من تجاوز الجائحة والتي لم تصمد أمامها أجود المنظومات بالدول المتطورة”.
وأعربت النقابات الصحية عن اندهاشها ل”هذا التهجم غير المبرر والمرفوض في حق مهنيي الصحة والقطاع، والذي صدر عن من كان يفترض فيه التحلي بالشجاعة السياسية داخل أروقة البرلمان للترافع من أجل النهوض بالقطاع واعتباره أولى الأولويا ت في البرامج الحكومية والسياسيات العمومية ومعالجة اختلالاته، لبناء الدولة الاجتماعية التي تتكلم عنها الحكومة وإنجاح ورش التغطية الصحية الشاملة، خصوصا وأن البرلماني الذي تفوه بتلك الأوصاف الجارحة وأصدر تلك الأحكام الرخيصة يعتبر ممثلا ومسؤولا للحزب الأغلبي”.
وأضافت متسائلة”هل ما عبر عنه البرلماني الرئيس هو فقط زلة لسان؟ أم أن كلامه نابع عن احتقار فعلي للشغيلة الصحية والتشهير بها وتبخيس عملها من أجل التهرب والتملص من الاستجابة إلى مطالب ها العادلة ومعالجة أوضاعها الاجتماعية والمهنية و المعنوية و تثمين دورها الحيوي؟ أم أن التركيز على المستشفيات العمومية والعاملين بها بذلك الو صف المشين للبرلماني، يحاول من خلاله التشهير بالأوضاع المتردية التي تعرفها هذه المؤسسات من أجل تبرير المزيد من خوصصة القطاع الصحي والتخلي التدريجي عن المرفق الصحي العام؟”.
وأشارت المكاتب الوطنية للنقابات الصحية الأربع، في ذات البيان، إلى أن تلك التصريحات تعتبرها سبابا وتحقيرا في حق الشغيلة الصحية وتجريحا مرفوضا في حق كرامتها المهنية، مطالبة النائب البرلماني بالتراجع الفوري عنها وتقديم الاعتذار عن ما بدر منه. مهيبة بكافة ممثلي الأمة بغرفتي البرلمان بالاصطفاف إلى جانب هموم وانتظارات الشغيلة الصحية بكل فئاتها والتعبير عن معاناتها الحقيقة والوضعية المتردية للمنظومة الصحية، ودعم تحسين الحكامة وتجويد آليات التدبير والتسيير، والابتعاد عن الحسابات السياسوية الضيقة في قطاع حيوي يجب أن يبقى بعيدا عن الزمن والتكتيك الانتخابي، وفق تعبيرها.
وجدد التنسيق النقابي الرباعي بقطاع الصحة، تأكيده على عدم تراجعه عن نصرة والدفاع المستميت عن كرامة الأطر الصحية بكل فئاتها بحزم و جدية، مطالبا الحكومة ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالتدخل عاجلا كل في نطاق اختصاصه من أجل رفع الحيف والضرر الذي طال الأطر الصحية نتيجة هاته التصريحات.