ادريس حريبلة
تنتظر ساكنة مدينة سيدي يحيى الغرب بإقليم سيدي سليمان بفارغ الصبر تفعيل قرار استئناف أشغال بناء المستشفى المحلي بعد مرور ثلاثة أشهر عن اللقاء التواصلي لعامل الإقليم والوعود التي وعد بها في هذا الموضوع.
فعلى مساحة تقدر ب 3.5 هكتار، شرعت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بسيدي سليمان في مشروع بناء واحد من أكبر المستشفيات على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة بالجماعة الترابية سيدي يحيى الغرب، و يعود الفضل في ذلك للجماعة السلالية “الرحاونة” التي فوتت51 هكتار بتجزئة الوحدة 4 لمجموعة العمران بثمن رمزي قدره 25 درهم ، لإحدات تجزئة سكنية مساحتها 18 هكتار قصد إعادة إسكان أفراد الجماعة السلالية “الرحاونة” القاطنة بدور الصفيح، مقابل بناء المستشفى المحلي.
وفي سنة 2016 تم الشروع في وضع الحجر الأساس لإعطاء انطلاقة مشروع بناء المستشفى المحلي بطاقة استيعابية تقدر 45 سرير، حيث من المفترض أن يشمل المشروع جل الاختصاصات (الطب العام – الولادة – المستعجلات وطب الأطفال). مشروع جعل الساكنة تستبشر خيرا بهده المنشأة الطبية والتي سوف تعزز البنية الصحية على مستوى إقليم سيدي سليمان، كما استحسنتها فعاليات المجتمع المدني التي يرجع لها الفضل هي الأخرى في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، من خلال العديد من المحطات النضالية في إطار الترافع عن هذا الملف الذي يعد أولى الأولويات على مستوى الإقليم والمدينة، في الوقت الذي أصبح فيه القطاع الصحي يعرف تدهورا وتراجعا على مستوى الخدمات الصحية محليا وإقليميا.
ومن حسنات ومميزات هذا المستشفى المحلي، إن تم استكماله، أنه سيخفف لا محالة العبء على المستشفى الإقليمي الإدريسي بالقنيطرة( سبيطار الغابة ) وحتى على صعيد المستشفى الإقليمي لسيدي سليمان.
لكن ذلك الأمل سرعان ما سيتبخر، بعد توقف الأشغال بالمشروع لأسباب غير معروفة، ليظل الغموض سيد الموقف، أمام اندهاش الساكنة وفعاليات المجتمع المدني المحلي، خاصة إذا علمنا أن الأشغال قد عرفت قبل توقفها تقدما ملموسا، بحيث فاقت نسبة 40°/° إلى حدود سنة 2018. ومنذ هذا التاريخ لم يعرف المشروع أي جديد يذكر ولا قديم يعاد كما يقال. حيث لازال المشروع عبارة عن بناية مهجورة تنتظر من ينتشله من حالة الركود التي طالته.
وعلى إثر هذا التماطل وتوقف الأشعال بالمشروع، قامت تنسيقيات وهيئات المجتمع المدني بمراسلة الجهات المسؤولة، وفي مقدمتها الوزارة الوصية عن القطاع لتحسيسها بالموضوع، واكبتها مجموعة من الوقفات الاحتجاجية، إلا أن الوضع ظل كما كان عليه. ليتجدد الأمل، بعد اللقاء التواصلي، الذي عقده ادريس الروبيو، العامل الجديد على إقليم سيدي سليمان، مع الهيئات المنتخبة بالجماعة، بحضور السلطة المحلية وعضوات وأعضاء المجلس، إضافة لرؤساء المصالح بالجماعة. حيث تم عرض شريط وثائقي تضمن جميع محاور المدينة بما فيها الإكراهات التي تعيق التنمية المحلية. وبعد ردود الفعل التي أبداها أعضاء المجلس من خلال مداخلاتهم أمام عامل الإقليم، وتجاوبا مع هذه المداخلات، جاءت كلمة العامل الذي تطرق من خلالها لموضوع المستشفى المحلي الذي توقفت أشغال بنائه. حيث تساءل غاضبا عن ظروف وملابسات هذا التوقف، وقال “حرام من 2018 والأشغال متوقفة في مشروع ضخم من هءا الحجم، والذي ستستفيد منه شريحة مهمة من المواطنين وأيضا لتقليص الفوارق الاجتماعية، في الوقت الذي تنقصه أمور بسيطة”.
العامل الذي سبق وأن قام لزيارة تفقدية لهذا المشروع مباشرة بعد تعيينه على رأس هذا الإقليم، طمأن الحضور على أنه في القريب العاجل سيتم استئناف الأشغال بالمستشفى المحلي في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وبالتالي طي هذا الملف الذي تنتظره الساكنة اليحياوية بشغف كبير.
هذا وثمنت الساكنة اليحياوية المساعي واللقاءات التواصلية التي باشرها العامل الجديد على إقليم سيدي سليمان والزيارات الميدانية التي يقوم بها لكل الجماعات الترابية التي تمت زيارتها. مبدية أملها في أن يتم تفعيل وعود عامل الإقليم باستكمال الأشغال بالمستشفى المحلي لإعادة ثقة المواطن في المسؤولين حول جملة من القرارات.