بقلم *د.عيدودي عبدالنبي*
قرار البرلمان الأوروبي لم يأت من فراغ، بل جاء نتاج تراكمات داخلية من جهة و نتاج تحولات دولية من جهة أخرى .
-التراكمات الداخلية انطلقت قبل انتخابات 8 شتنبر حتى اليوم .. مدة تحتاج الى مراجعات و تصويبات ووقفات تأمل في البناء الديمقراطي و المؤسسات من جهة .. و وقفات و مراجعات عميقة في المشهد ااسياسية و الاعلامي و الحقوقي .
-التحولات الدولية جعلت أوربا اليوم خائف مرتعدة .. فهي بين نارين .. نار الحرب الروسية الأوكرانيا .. و نار الصحوة الأفريقيا التي نهضت من شبانها العميق و قالت كفى من استغلال ثرواتنا الافريقيا يا أوربا.
-اتخد البرلمان الأوروبي الشهر الماضي قرارات قوية ضد روسيا، أبرزها تسقيف شراء الغاز .. للحد من النار الحرب الروسية الاوكرانية التي تحرقها على مهمل ..
-و لإخماد النار الثانية، اتخذ الاتحاد الأوروبي بتصويت 366 مقابل 32 و غياب 42 على قرار الخميس بإدانة الرباط حقوقيا و إعلاميا .. لأنها انتبهت لحضور المغرب داخل إفريقيا و مدى تأثيره على أزيد من 17 دول بشمال افريقيا أمنت بمعادلة رابح رابح كبديل عن المعادلة الأوحادية الاستعمارية الامبريالية المتوحشة التي انهي و لا تعطي ..
– يجب أن نكون على استعداد لقرارات أخرى قد تصدر من هذا البرلمان .. لأن الجماعات الضاغطة التي توغلت بداخله اليوم قادرة أن تزيد من التغول أكثر وقادرة على أن تعرض قرارات أخرى للتصويت أكثر من قضية الإعلام والصحافة و حقوق الإنسان ..
– نحن اليوم في حاجة إلى نخب سياسية و دبلوماسية تذوب الجليد .. و تفكك القرارات الدولية .. و تتغول داخل جماعات الضغط الدولي .. و في حاجة إلى رجال سياسة و رجال فكر و ثقافة و رياضة و علم ومعرفة و فن و إبداع .. تتقدم المشهد الوطني و الدولي .. و تحمل قضايا الوطن و مشاريعه و أفكاره و فنه .. هذه النخب هي القادرة على تقديم المغرب و تعريفه كما هو .. و هي من تتكلف بتفكيك القرارات التي تخدم أجندات الخصوم الدولين .. نحن في حاجة الى رجال من طينة الرجال الدين صنعوا ملحمة قطر .. ليصنعوا لنا ملاحم و معارك في الاقتصاد الدولي و الاستثمار العالمي و السياسة و الفن و الثقافة والفكر و الإبداع خارجيا و عالميا .