رضا سكحال
صرح حسن بن عمر، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أثناء حديثه أمام الشبيبة التجمعية خلال المنتدى الجهوي للشباب الأحرار بجهة طنجة تطوان الحسيمة، اليوم الخميس بطنجة، “أن الحكومة تقود ثورة حقيقية في القطاعات الاجتماعية”.
ومثلي مثل أي مواطن مغربي قهره الغلاء وأنهك كاهله، أتساءل بالنيابة عن بؤساء الوطن، كما دافع عمر بالنيابة عن أغنياء الوطن، أي ثورة يقصد حسن؟
وهل تراه يتحدث عن بلدنا المغرب؟
ربما أخطاء حسن، وربما صدق حسن، على حسب تموقع حسن، تكمن الحقيقة.
وأضاف حسن بحماس أمام شباب حزبه، “إن الحكومة لن تضحي بالإصلاحات الاجتماعية مقابل دعم استهلاك مادة حيوية على أهميتها” مؤكدا في الوقت نفسه “أنها ماضية في الالتزام بتعاقدها تجاه المواطنين الذي يحدده البرنامج الحكومي”.
ونحن نراها لا تبرح مكانها، لا تتحرك، بل لا تنبس بكلمة، بل نراها مشلولة مصابة بمرض عضال يا حسن، فأي تعاقد هذا الذي يراه حسن؟
بل وهل يملك حسن عيني زرقاء اليمامة حتى يرى ما لا نراه، قد يقول قائل وهذا وارد جدا، إمسحوا أعينكم جيدا حتى ترو الحقيقة؟
وفعلا للتو قمنا بذاك، فرأيناها ساطعة كالشمس، حقيقة تملص الحكومة من كل التزاماتها، ولعل أبرزها الارتفاع الصاروخي للأسعار، وانتشار البطالة التي ارتفع سهمها يا سيد حسن.
هذا وقد واستنكر حسن “محاولة بعض الجهات الضغط على الحكومة للدخول في ملاسنات وخطابات شعبوية هي في غنى عنها” مشيرا “أنها لن تخضع لهذا الضغط، وستواصل عملها بنفس النهج وفاء بالتزاماتها”.
أي جهة يقصد حسن، من حق المغاربة أن يعرفوا، أما لغة الهمز واللمز فقد تجاوزها الزمن، وتعليق الشماعات ونصب المشانق لم تعد تنفع.
افتقد حسن للجرأة، مثلما افتقدها السيد رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي الذي نعث المغاربة بالمرضى، وماذا بعد!!
اه، ستواصل الحكومة نهج الوفاء بالتزاماتها، نسي السيد حسن أن يضيف:
بمص دماء المواطنين من جميع الشرائح والطبقات، حتى يكون للفقرة معنى.
وذكر حسن بن عمر خلال حديثه مع شبيبته بالإنجازات الحكومية في “تفعيل المشروع الملكي للحماية الاجتماعية”، والذي يراه بن عمر لوحده أنه “سيمكن كافة المغاربة من التوفر على تغطية صحية وتعويضات عائلية وتقاعد وتعويض عن فقدان الشغل في أفق سنة 2025″.
ولا نعرف إن كان حسن يخاطب المغاربة أم شبيبة حزبه، نعم كلاهما مغاربة، فنحن لا ننزع”تامغرابيت” عن أحد كما فعلت قيادتكم كم من مرة، ولكن القصد أن استعراض الإنجازات بهذه الطريقة الفولكلورية يمكنك من خداع شبيبتك، لكن يصعب عليك استحمار المغاربة.
والتمس لي العذر سيد حسن، أين هو الشغل حتى نفقده!!!!
نضع علامات التعجب لنتعجب نيابة عنا وعنكم أيها القراء الأعزاء.
وفي الختام أشاد بن عمر “بوثيرة عمل الحكومة في إطلاق الإصلاحات الاجتماعية في التعليم والشغل والصحة، وثمن مصادقة المجلس الوزاري الأخير على القانون الإطار لإصلاح منظومة الصحة والقانون الإطار للميثاق الوطني للاستثمار”.
ونحن كذلك ندعو ونتمنى إطلاق هذه الأوراش الإصلاحية، رغم علمنا المسبق بكونها لن تحقق المطلوب، وتدرسها لجان تنبتق عنها لجان أخرى، وهكذا…
لا ندعي علم الغيب، فهو ملك للخالق الأحد، لكن نقرأ الواقع بعين تختلف عن عيني زرقاء اليمامة يا حسن.
أعيننا واقعية وتقول لكم:
وجب قبل إطلاق الأوراش، أن تحسوا بهذا الشعب، بوجعه، بترنحه، بصداعه، أن تفهموا غضبه…
فأفضل ورش أن تطلقوا دورات تكوينية لفائدة وزراء حزبكم وقياداته في فن التواصل… لأن استمراركم بهذا النهج، سيطاردكم الحجر الذي أخرجه “طيبكم العلمي” أينما حللتم وارتحلتم.