رضا سكحال
صرح رشيد الطالبي العلمي، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس غرفة مجلس النواب، خلال الحملة الانتخابية السابقة ب” إذا مشديتوش 2500 درهم فحدود 2026، جريو علينا بالحجر”، وللمتابعين الأعزاء الذين لا يفهمون اللهجة المغربية، فالسيد العلمي الذي صرح بهذا الكلام قبل فوز حزبه بالانتخابات التشريعية، يقول ما مفاده:
“إذا لم يتوصل المواطن المغربي في حدود سنة 2026 بمبلغ 2500 درهم، أرجمونا بالحجر”.
ولا أعتقد أن الحكومة الحالية التي يترأسها السيد عزيز أخنوش قادرة على الوفاء بهذا الالتزام، فما أصعب الوفاء بالوعود، وما أسهل التملص، وأكاد أجزم أن كل الحجر الموجود على هذه اليابسة لن يكفي لرجمكم، بعد كل هذا الذي اقترفته الحكومة المبجلة في حقنا.
كم سنحتاج من حجر؟ وبمن سنبدأ؟ وهل ما زلتم مستعدون للرجم؟
أم أنه كلام غير مسؤول من قيادي المفروض منه أن يعي ما يقول، لأنه رجل دولة، ورئيس لأكبر مؤسسة بها -مجلس النواب-.
واعتقادنا هذا في عدم الوفاء بالالتزامات المقدمة من طرفكم، أن الجواب يظهر من عنوانه، وعنوانكم بدأ بالرفع الصاروخي لجميع المواد الأساسية، الأمر نفسه بالنسبة للمحروقات، قد نتفق على أن الحرب الروسية-الأوكرانية أرخت بظلالها على القارة الإفريقية، وقد نلتمس العذر للحكومة في بداية هذه الحرب، ربما لم تتمكن من قراءة الوضع الخارجي بشكل جيد، وربما أن القيصر الروسي فاجئ الجميع، لكن وماذا بعد ذلك!
ألم يكن بالأحرى وضع خطة محكمة لتفادي استمرار هذه الزيادات؟
الجواب وحده يكفي بأن نتوجه جميعا نحو الطالبي العلمي، ولن نرميك بالحجز، بل سنرميك بكلام أقوى من ضربات الحجارة:
“الراجل هو الكلمة”.
سنغلق هذا القوس ونغلق معه خيبة الأمل لدى شريحة واسعة من المغاربة، وسنفتح قوسا آخر لا يقل وجعا عن سابقه:
ففي إطار الارتفاع المستمر للمحروقات وما صاحبها من الزيادات في أثمنة المواد الاستهلاكية، فضل المغاربة الاحتجاج بطريقة حضارية عوض رميكم بالحجر، فأطلقوا “هاشتاج” يدعو لتخفيض ثمن المحروقات، خصوصا وأن سعر البرميل الواحد على مستوى العالم انخفض إلى مادون 93 دولار، مما يعني أن هذه الزيادات تعتبر سرقة مع سبق الاصرار والترصد.
وعوض أن يخرج عاقل بهذه الحكومة، ويتعهد بتخفيض سعر المحروقات، ويضع تدابير محكمة لمواجهة لهيب الأسعار، خرج من جديد الطلبي العلمي من مدينة أكادير التي أعلن من خلالها عزيز أخنوش عن التزماته إبان الحملة الانتخابية السابقة، يصف المغاربة “بالمرضى”.
ومن خلال هذه المناسبة أود أن انتهز الفرصة، وليلتمس لي المغاربة عذر الحديث بلسانهم:
فعلا نحن مرضى، مرضى بمرض الالتزام بالعهد، وبالوفاء، نحن مرضى بالعطالة التي نخرت أجسادنا، ونحن مرضى بالبحث عن لقمة عيش في زمن الطالبي العلمي…
نحن مرضى بلهيب أسعار حكومتكم التي أنهكت جيوبنا، وبسرطان شح الفرص المتاحة للهروب من واقع البطالة، نحن المرضى بشواهدنا العلمية التي ما زال أصحابها تحت رحمة البطالة تنتظر وعودكم التي لن تأتي.
نحن المرضى نتقدم لك بأسمى عبارات الشكر، وفي يدنا باقة ورد وابتسامة، دون أن تكون لنا نية رجمك.
أتعلم لماذا، لأن حجارة التاريخ أقوى من حجارة الإنسان، وعقاب “الكارما” أقصى من كل شيء.
أتمنى لكم التوفيق