محمد الخوى
بعد أن هدأت الأنفس والخواطر ووضعت حرب المطالبة برأس المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش اوزارها وكانت حربا قاسية بكل ما في الكلمة من معنى على مدرب المنتخب الوطني المغربي سابقا شنتها فئة عريضة جدا من الجماهير الرياضية، وحتى من مواطنين لا يهتمون أصلا بكرة القدم ، ولا يعرفون حتى أسماء كل فرق المجموعتين الإحترافيتين الأولى والثانية فبالأحرى التقسيم الكروي لبطولة الهواة بمختلف أقسامها، إلا فيما تعلق بمتابعتهم لمباريات المنتخب الوطني، بل إن حتى بعض ممن ينتمون لعالم السياسة السياسوية ركبوا أشرعة هذه الحملة الشرسة من أجل الظهور بمظهر من يهتم بنبض الشارع !!!.
هذه الحرب لم يسبق أن شنت من قبل على أي مدرب للمنتخب الوطني المغربي سابقا رغم الإخفاقات العديدة والفشل في الوصول إلى الأهداف التي سطرها هؤلاء القائمون على الشأن الكروي بالبلاد ؛ أيضا يجب ألا ننسى انخراط عدة منابر اعلامية بكل أطيافها مطالبة هي كذلك بإقالة المدرب وحيد خليلوزيتش…
بعد كل هذا وبعد استجابة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لمطلب إقالة المدرب وحيد خليلوزيتش ماذا سيكون عليه شأن المنتخب الوطني المغربي في كأس العالم بقطر 2022 ونحن على بعد ثلاثة أشهر من هذا الحدث الكروي العالمي المتميز، والذي يزيد من تميزه ويطبعه بنكهة خاصة كونه يقام على أرض عربية وبجوار عربي حاضنة ومدعمة ومساندة تحتضن جالية مغربية عريضة فضلا عن الجماهير العربية والإسلامية القاطنة بقطر وبالسعودية…
إقالة المدرب وحيد خليلوزيتش من طرف الجامعة بضغط قوي من فئة عريضة من الجمهور الرياضي وتحميل المدرب الأجواء المشحونة التي عاشها المنتخب الوطني المغربي كما قيل وفشله في الذهاب بعيدا في كأس إفريقيا للأمم التي أقيمت مؤخرا بالكامرون يتطلب بالضرورة من الجامعة ومدرب المنتخب الوطني المغربي المقبل أيا كان اسمه وجنسيته وسيرته الكروية الذاتية رفع سقف أهداف المنتخب الوطني المغربي بكأس العالم بقطر ؛ بمعنى أنه ليس مسموحا أبدا للمنتخب الوطني المغربي أن يشارك من أجل المشاركة وأن يقصى منذ الدور الأول تحث أي مسمى كان أو أية ذريعة كانت…بل عليه أيضا التفكير من الآن في الفوز بكأس إفريقيا للأمم التي ستقام في شهر يناير 2023 بالكوت ديفوار…
من الآن على الجامعة والمدرب الجديد معا أن يخرجا كل ا
اسلحتهما من أجل الأفضل للمنتخب الوطني في المسابقتين العالمية والقارية المقبلتين وإلا سيكون لا معنى لإقالة المدرب وحيد خليلوزيتش في هذا الظرف الحساس وعلى بعد ثلاثة أشهر فقط من بدإ فعاليات كأس العالم بقطر ؛ علما بأن السيرة الكروية الذاتية لوحيد خليلوزيتش غنية وحافلة بالإنجازات والبطولات سواء عندما كان لاعبا أو مدربا لمجموعة من الفرق أو المنتخبات ويكفبه فخرا هو أن فاز مع الرجاء الرياضي بدوري أبطال إفريقيا سنة 1997 وبالبطولة الوطنية سنة 1998 كما أهل اربع منتخبات وطنية لكأس العالم بشكل متوالي ، مع منتخب الكوت ديفوار سنة 2010 بجنوب إفريقيا، الجزائر سنة 2014 بالبرازيل ، اليابان سنة 2018 بروسيا الإتحادية والمغرب سنة 2022 بقطر.
وهذا يعني أن المدرب الوطني القادم عليه أن يحقق افضل مما حققه وحيد خليلوزيتش وعليه أيضا أن يستعين بأجود العناصر من أجل تحقيق ذلك وأن تكون له الكاريزما والشخصية القوية من أجل فرض الانضباط داخل المجموعة الوطنية وأن يكون الجميع في خدمة المنتخب الوطني وليس المنتخب الوطني في خدمة الأشخاص/ اللاعبين من أجل تحقيق ذواتهم ورفع اسهمهم في بورصة الإنتقالات…