منعم أولاد عبد الكريم
نظمت المدرسة العليا للأساتذة بتطوان بشراكة مع المركز المغربي للدراسات والأبحاث في الاقتصاد والتنمية المستدامة وبتنسيق مع ماستر “المغرب إسبانيا وأمريكا اللاتينية…” ندوة علمية دولية حول موضوع “البناء الإعلامي لمرحلة جديدة في العلاقات المغربية الإسبانية” شارك فيها مجموعة من الباحثين في العلاقات المغربية الإسبانية والحقل الإعلامي: محمد بنعبد القادر، محمد بوخزار، “أنا ماريا المانسا”، “خافيير أريباس”، و”بيدرو الطاميرانو”.
وقد استهلت هذه الندوة بكلمات افتتاحية للدكتور زهير العمراني، مدير المدرسة العليا للأساتذة؛ الدكتور عبد الرحمن الفاتحي، منسق ماستر “المغرب إسبانيا وأمريكا اللاتينية…” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان؛ والسيد نائب رئيس الجماعة الحضرية لمدينة تطوان، أنس اليملاحي؛ أكدوا خلالها على ضرورة استثمار المرحلة الزاهرة التي تمر منها العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا من أجل تعزيز وتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات المشتركة التي تجمع البلدين بما فيها المجال الإعلامي، استنادا إلى عامل القرب الجغرافي ودينامية التلاقح الثقافي بين المغرب وإسبانيا. وهذا لا يتأتى إلا بالرفع من مستوى التعارف بين شعبي البلدين وتكريس التقارب بينهما، مع ما يلعبه الإعلام من ادوار طلائعية في هذا الصدد.
وفي مداخلته، وقف السيد محمد بنعبد القادر على التناقضات القائمة بين الخطاب الدبلوماسي والخطاب الإعلامي الإسبانيين تجاه المغرب. فإن كانت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين قد استطاعت تجاوز مرحلة الأزمة والانخراط في مرحلة جديدة من التعاون الثنائي الاستراتيجي، فإن الخطاب الإعلامي لازال لم يستوعب بعد هذه النقلة النوعية التي تعرفها العلاقات المغربية الإسبانية. وبالتالي لازال مليئا بإشارات وحمولات سلبية قد تعمل على تفجير الخلافات مستقبلا، وهو ما يتناقض مع فلسفة وروح المرحلة الجديدة التي تعيشها العلاقات بين البلدين، وتخالف الخطاب الرسمي الذي يرعاها، القائم على الثقة، الشفافية والتعاون الدائم ونبد سياسات الأمر الواقع، والمبادرات الأحادية.
وأضاف الأستاذ محمد بنعبد القادر، أن هذه المرحلة الجديدة من التعاون الثنائي تحتاج لخطاب إعلامي مواز قادر على صناعة راي عام مساهم في تحصين مكتسباتها من التقلبات، وتنزيل المبادئ التي تقوم عليها، من خلال العمل على بناء تمثلات إيجابية لدى الرأي العام حول البلدين.
كما وقف الأستاذ محمد بنعبد القادر على تناقضات في الرؤى المتقاطعة بين شعبي البلدين من خلال قراءة في المواكبة الإعلامية لتطور العلاقات المغربية الإسبانية خلال الأشهر الأخيرة. فإذا كان الإعلام المغربي يرى في إسبانيا دولة جارة وصديقة وشريكة استراتيجيه لمواجهة التحديات الدولية والإقليمية الراهنة والمستقبلية؛ فإن الإعلام الإسباني، على النقيض من ذلك، لازال غارقا في خطابات التنميط وإنكار الحقائق، إذ لازال ينظر بعين الشك والريبة للمغرب، بناء على أحكام مسبقة وصور نمطية كفيلة بالمساهمة في ترسيخ تمثلات سلبية وهدامة لدى الرأي العام الإسباني تجاه المغرب. وهو ما يناقض المطامح السامية لهذه الدينامية الإيجابية التي تعيشها علاقات التعاون الثنائي المغربي الإسباني من امن وسلام واستقرار.