محمد الخوى
وصل مشوار الدوري الاحترافي المغربي إلى محطته الخامسة عشرة وهي الأخيرة في مرحلة الذهاب، خلالها توج فريق الجيش الملكي بطلا للخريف عن جدارة واستحقاق بعد فوزه العريض على إتحاد طنجة برباعية نظيفة، عشية أول أمس، أمام حوالي عشرة آلاف متفرجا أثثوا مدرجات الملعب البلدي بالقنيطرة الذي عاد إليه دفء الجماهير الغفيرة و روح المنافسة الكروية باستقباله لمباريات فريقي الجيش الملكي والنادي الرياضي القنيطري بعدما ظل مغلقا لأشهر عديدة. إصابتان من هذه الرباعية سجلهما اللاعب مصطفى السهد، الوافد الجديد من شباب السوالم الرياضي، وأصبح بالتالي يحتل الصف الثاني في ترتيب الهدافين ب7 أهداف وراء حمزة الهنوري من الفتح إتحاد الفتح الرياضي الذي سجل 8 أهداف. 17هدفا، من 25 هدفا التي سجلها الفريق العسكري، كان من ورائها مصطفى السهد و”ديني بورغيس” ورضا سليم ب 5 لكل من هذين الأخيرين، بمعنى أن هذا الثلاثي يعتبر القوة الضاربة في خط هجوم فريق الجيش الملكي، وبالتالي يتعين على كل حراس و لاعبي دفاعات الفرق المنافسة اتخاذ كل ما يلزم للحد من خطورته على شباكهم، طبعا في إطار ما يسمح به اللعب النظيف المشروع.
من جانبه حقق نادي الوداد الرياضي المراد، وحصل على ثلاث نقط ثمينة من على حساب النمور الصفر بحضور جماهيري غفير كالعادة، جعلته يبقى جنبا إلى جنب مع خصمه العنيد فريق الجيش الملكي في صدارة الترتيب ب 31 نقطة لكل منهما، غير أن الهدف اليتيم الذي سجله أيمن الحسوني في د 53 وهو السادس له، لم يمكن أبدا وداد الأمة من الاحتفاظ بلقبه كبطل للخريف للموسم الرياضي الخامس على التوالي.
أكبر مستفيد من هذه الدورة أيضا هو فريق العاصمة الإدارية الثاني اتحاد الفتح الرياضي، الذي عاد هذا اليوم من ملعب “أدرار” بانتصار ثمين من أمام حسنية أكادير بإصابة لصفر سجلها أنس باش في الدقيقة 7 من التوقيت الإضافي للشوط الأول. انتصار صغير ولكن فائدته كبرى، جعل الفتح الرياضي يرتقي للصف الثالث ب 29 نقطة على بعد نقطتين فقط عن ثنائي المقدمة الجيش الملكي والواد الرياضي ومتجاوزا النسور الخضر بنقطتين، بعد أن فشل هذا الأخير في تحقيق انتصاره الخامس على التوالي بملعب “امحمد العبدي” بالجديدة أمام الدفاع الحسني الجديدي، في غياب جمهوره الذي منع من التنقل لعاصمة دكالة، في مباراة كانت باهتة ولم تقدم ما كان منتظرا منها من ندية وتشويق وإثارة، رغم أنه كان بامكان فريق الرجاء الرياضي العودة بانتصار لو سجل هدفه في التوقيت بدل الضائع بعد أن تم التصدي لكرة كانت في طريقها للشباك وتم تحويلها من طرف دفاع الجديدة إلى الزاوية، وكذلك كان الشأن بالنسبة للفريق الدكالي الذي أضاع ببشاعة فرصتين ذهبيتين سانحتين للتسجيل قبل تضييع الرجاء لهدفها وبعدها أيضا بثواني.
من جانبه أضاع أولمبيك آسفي فرصة الاقتراب أكثر من مقدمة الترتيب، بعدما سقط في فخ التعادل أمام شباب السوالم الرياضي بإصابة لمثلها، سجل للفريق المسفيوي أسامة محروس في د 15 ورد عليه معاذ بإحسين في د 43 أي قبل انتهاء الشوط الأول بدقيقتين. فريق أولمبيك آسفي أصبح في رصيده 24 نقطة ويحتل الصف الخامس مبتوعا مباشرة في الصف السادس بنهضة بركان ب 23 نقطة. هذا الأخير عاد، عشية اليوم، من ملعب “البشير” بالمحمدية بانتصار ثمين بعدما أسقط شبابها بإصابة لصفر جاءت عن طريق ضربة جزاء نفذها بنجاح عميد الفريق البركاني “يوسوفو دايوو” في الدقيقة 84، وهو الانتصار الثالث على التوالي للفريق البرتقالي الذي يظهر أنه بدأ يخرج من دائرة الفراغ التي طالت عليه كثيرا والتي لا تتناسب مع ما كان يقدمه من كرة قدم جميلة وراقية في مختلف المنافسات التي شارك فيها.
في وسط الترتيب العام تتواجد أربعة فرق، أولها الاتحاد الرياضي التوركي المتعادل، هذه الليلة، بملعب “مولاي الحسن”، أمام أولمبيك خريبكة بصفر لمثله، وأصبح يحتل لوحده الصف السابع ب 22 نقطة، في حين تتوفر الفرق الثلاثة الأخرى على 21 نقطة لكل واحدة منها، ويتعلق الأمر بكل من المغرب الفاسي، والدفاع الحسني الجديدي والفريق المشاكس والعنيد شباب السوالم الرياضي.
في الصفوف الستة الأخيرة من الترتيب العام، سيصبح لزاما على شباب المحمدية، المتوفر حاليا على 18 نقطة والمحتل للصف الحادي عشر، أن يراجع أوراقه قبل فوات الأوان وحتى لا يعض على أصابع يديه ندما في القادم من الجولات على تضييعه لنقط هو في أمس الحاجة إليها من داخل ميدانه، وذلك بعدما سجل هزيمته الثالثة بميدانه والسابعة له خلال مرحلة الذهاب. ونفس الشيء يقال بالنسبة للمغرب التطواني، المنهزم أمام المولودية الوجدية بإصابتين لواحدة في المباراة التي استقبلها بملعب “العربي الزاولي” بالدارالبيضاء، والذي أصبحت نتائجه متذبذبة وغير مستقرة.
الماط بهزيمته الخامسة يحتل حاليا الصف الثاني عشر ب 16 نقطة ويأتي وراءه في الصف الثالث عشر حسنية أكادير ب 14 نقطة والمنهزم في ست مباريات والمولودية الوجدية ب 13 نقطة في الصف الرابع عشر والذي حقق انتصاره الثالث مقابل ثمانية هزائم.
ويبقى أولمبيك خريبكة واتحاد طنجة وفيان لحد الآن لمرتبتيهما في الصفين الخامس عشر والسادس عشر تواليا ب 7 نقط و بنقطتين اثنتين فقط وهي نقط محصل عليها من تعادلات، بمعنى أنهما لم يحققا لحد الآن أي انتصار، وكان بإمكان الفريق الخريبكي أن يعود بانتصاره الأول على حساب أبناء “المشور السعيد” لو تمكن من تسجيل ضربة جزاء أتيحت له في الشوط الأول. وتبقى وضعية فارس البوغاز أكثر تعقيدا وتأزما من بين باقي فرق أسفل الترتيب.