مديرية التعليم بالقنيطرة تنفي تكليف طالبة تازة بالحراسة ومصادر تؤكد تواجدها بمركز الامتحان

المساء24_متابعة

في أول رد فعل رسمي على القضية التي هزت الرأي العام، أصدرت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالقنيطرة بلاغا توضيحيا نفت فيه بشكل قاطع تكليف الطالبة الراحلة، التي كانت تتابع تكوينها بالمدرسة العليا للتربيةوالتكوين، بمهمة حراسة امتحانات البكالوريا.

لكن هذا النفي الرسمي، وبدلا من أن يضع حدا للجدل، فتح الباب أمام أسئلة أكثر عمقا وإلحاحا، خاصة في ظل تأكيدات بوجودها الفعلي داخل مركز الامتحان يوم الواقعة.

ففي الوقت الذي شدد فيه بلاغ المديرية على أنه لم يتم تكليف أي أستاذة متدربة بحراسة امتحانات الباكالوريا خلافا لما جاء في مقال بجريدة الأخبار وبجريدة إلكترونية لم تسمها، وأنه لم يتم تكليف أي طالبة بالحراسة أو الاحتياط بمركز الامتحان الثانوية التأهيلية القدس، أكد مصدر مسؤول للمساء24 أن الفقيدة كانت تتواجد بالفعل داخل ثانوية القدس، وفق ما جاء في “الأخبار”، أثناء إجراء الامتحانات، وهو الأمر الذي لم يشر إليه بلاغ المديرية، خصوصا أن الثانوية المعنية تتوفر على كامرات مراقبة تمكن بسهولة التحقق من وجود الطالبة بالثانوية يوم البكالوريا إلا إذا كانت هذه الكاميرات غير مشغلة.

هذا التقاطع بين النفي الرسمي لتكليفها، والتأكيد على وجودها المادي، يضع الرواية الرسمية في موقف حرج، ويثير تساؤلا جوهريا: بأي صفة كانت الطالبة الراحلة متواجدة داخل مركز الامتحان؟ خاصة بالنظر إلى الإجراءات الصارمة التي أكدت المديرية ذاتها في بلاغها على اعتمادها، والتي تشمل إعداد تكاليف فردية للمكلفين بالحراسة وإرسالها لمراكز الامتحان، وهو ما يفترض استحالة دخول أي شخص غير مكلف رسميا.

وفي سياق متصل، كشفت تفاصيل دقيقة نشرتها جريدة الأخبار، نقلا عن صديقات وزملاء الراحلة، عن الأسباب المباشرة التي أدت لانهيارها. وبحسب ما أوردته الأخبار، فإن الطالبة التي تم استدعاؤها كحارسة احتياطية في آخر لحظة، دخلت في خلاف مع أستاذ كان يحرس معها، حيث اتهمها بتسهيل الغش وهددها قائلا: غادي نخرج عليك، مما أدخلها في حالة هلع شديدة.

وتضيف الرواية التي نقلتها الأخبار أن الطالبة، وفي حالة وصفت بالهستيرية، حاولت مغادرة المؤسسة إلا أن حارسا عاما حاول منعها، مما دفعها إلى تسلق الجدار المحيط بالثانوية والقفز منه. وعقب ذلك، توجهت إلى مركز تجاري واشترت ملابس جديدة، ثم عادت للحي الجامعي حيث حاولت إلقاء نفسها من نافذة غرفتها بالطابق الرابع، وهي الواقعة التي أكدها مصدر من إدارة الحي للأخبار، موضحا أن الإدارة قامت بنقلها لطابق سفلي واستدعت عائلتها على الفور.

وعلى صعيد البحث القضائي، علمت المساء24 من مصادرها بمدينة تازة أن التحقيقات دخلت منعطفا جديدا. حيث باشرت الشرطة القضائية تحقيقاتها بحجز مجموعة من الهواتف النقالة لفائدة البحث، أحدها خاص بالراحلة.

وأفادت المصادر ذاتها أن عناصر الضابطة القضائية، وبناء على تعليمات النيابة العامة المختصة، ستقوم بتعميق البحث في مدينة القنيطرة، في إشارة واضحة إلى تركيز التحقيقات على مكان انطلاق شرارة الأحداث.

هذا وتم إجراء عملية التشريح الطبي على جثمان الهالكة يوم الأحد بمدينة فاس، قبل أن يوارى الثرى في نفس اليوم بمسقط رأسها.

هذا ويترقب كافة المتابعين لتطورات هذه الواقعة استكمال التحقيقات لتوضيح كافة الملابسات وتحديد المسؤوليات بدقة.