طالبت فعاليات حقوقية ومدنية المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل وفؤاد حاجي عامل إقليم زاكورة، بفتح تحقيق في أعمال تدمير الموقع الأثري “واخير” بضواحي زاكورة لإقامة ضيعة فلاحية لزراعة البطيخ الأحمر.
وتسببت هذه الأشغال في تدمير وإتلاف وطمر الغالبية العظمى من نقوش الموقع ذات قيمة أثرية وتراثية وجمالية لا تقدر بثمن يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث.
واستنكر المرصد الوطني للتراث الثقافي “تدمير” الموقع الأثري المذكور والمسجل في فهرس مواقع النقوش الصخرية تحت رقم 150039، نتيجة أشغال رافقت إنشاء ضيعة فلاحية خاصة بزراعة البطيخ الأحمر، من “طرف الآليات الثقيلة التي استعملت من أجل شق المسالك وإعداد الحقل وحفر الحوض المائي”.
وأفاد المرصد أن “التدمير” شمل أيضا تمركزات لأدوات حجرية تغطي معظم فترات ما قبل التاريخ، في هذا الموقع الذي كان يضم نقوشا صخرية منجزة بأسلوب ”تازينا”، “وهي ذات قيمة أثرية وتراثية وجيولوجية لا تقدر بثمن، يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث”.
وطالب المرصد وزارة الشباب والثقافة والتواصل بـ”التدخل العاجل لوقف مسلسل التخريب الذي تسارعت وثيرته بشكل مقلق، في تهديد التراث الأثري، خصوصا في جهة درعة تافيلالت التي تعد الأكثر تضررا على المستوى الوطني، وفتح تحقيق عاجل في الواقعة مع ما يترتب على ذلك قانونيا”.
كما دعا وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وبقية القطاعات الوزارية الأخرى إلى ”تحمل مسؤوليتها في مراقبة دفاتر التحملات وتطبيق القانون خصوصا في دراسة الوقع والتأثر (étude d’impact) التي يجب أن تضم شقا متعلقا بالتأثير المحتمل للأشغال على المواقع الأثرية”.
وشدد المرصد نفسه على ضرورة انخراط وزارة الثقافة الجدي ونهج مقاربة استباقية في التصدي للتدمير الذي أصبحت العديد من المواقع الأثرية الوطنية عرضة له بسبب عدم احترام مقتضيات القانون 22-80 الذي أصبح متجاوزا، خصوصا مع تكرار حوادث التخريب الذي طال مجموعة من المواقع الأثرية خصوصا بحهة درعة تافيلالت، بكل من موقع “أكدز” وموقع” تيزي ن مكاربية” وموقع “تمساهلت” بإقليم زاكورة، موقعا “إوراغن وبوكركور” بإقليم الراشيدية”.
وتعود هذه الصخور الأثرية في منطقة كتاوة التابعة لإقليم زاكورة، لحقبة العصر الحجري الحديث في المغرب ،(أكثر من 12 ألف سنة)، حيث نقش عليها المغاربة القدماء صور حيوانات وأشكال هندسية تعود لتلك الفترة.