رضا سكحال
لطالما شكلت المناسبات الدينية لدى المواطن المغربي فرصة لصلة الرحم، ونفقا للهروب من روتين الحياة القاتل، وذلك من خلال الاحتفالات البسيطة التي دأب المغاربة على تنظيمها بطقوس تختلف باختلاف الجهات، لكن بمضمون واحد.
وبقدر ما هي مناسبات روحية، من المفترض أن تعزز التكافل والتآزر الاجتماعي، بقدر ما أصبحت مناسبة للجشع والطمع، حيث تسيل لعاب أصحاب الحافلات، وسيارات الأجرة الكبيرة، فيرتفع السعر نظرا للإقبال الكبير على مواصلات النقل.
أثمنة باهضة وجد مرتفعة تلك التي يفرضها خاصة سائقو سيارات الأجرة الكبيرة، والتي تتجاوز الحد المنطقي للزيادة، الأمر نفسه بالنسبة لحافلات النقل العمومي، والتي تستغل فرصة المناسبات الدينية وترفع من تسعيرة السفر، دون مراعاة لحبوب المغاربة، والتي أنهكها غلاء المعيشة الفاحش.
وقد عاينت جريدة المساء24 عن قرب، بمحطة “سيارات الأجرة الكبيرة” بالقنيطرة الاستغلال المحزن لعيد المولد النبوي لرفع ثمن السفر، خصوصا الخط الرابط بين القنيطرة وسيدي يحيى، إذ ارتفع الثمن بقدرة قادر إلى 35 درهما، في غياب تام للمراقبة من لدن الجهات المختصة، والتي من المفروض أن تتدخل عند كل مناسبة، لحماية المواطنين من هذا الجشع غير المبرر وغير المقبول، وتسهر على تنظيم عملية السفر حتى تحمي جيوب المواطنين.
هذا وعرفت المحطة ذاتها بالقنيطرة، حالة سخط عارم وسط المواطنين الذين لم يقبلوا تلك الزيادات الصاروخية، واحتجوا بشدة على هذا الجشع، والذي يعتبر ظاهرة تفشت في جل أنحاء المغرب خلال كل مناسبة.