محمد الخوى
كما تمت الإشارة إلى ذلك من قبل في تقديم مباريات الدورة الثامنة عشرة من بطولة القسم الوطني هواة، فقد خلفت هذه الدورة عددا من النتائج والمعطيات المتباينة همت مقدمة الترتيب العام ووسطه وأسفله، وغيرت نسبيا من ملامحه ولو بشكل جزئي، حيث تنفست بعض الفرق الصعداء وتأزمت وضعية أخرى وبقي الوضع نسبيا مستقرا للطرف الثالث.
وأهم نتائج هذه الدورة هزيمة الكوكب المراكشي بالدارالبيضاء، وعودة الرشاد البرنوصي بانتصار مهم من الملعب البلدي بمشرع بلقصيري على حساب اتحاد سيدي قاسم.
الكوكب المراكشي عاد إلى دياره بخفي حنين من مركب “العربي الزاولي” بعدما تلقى أول هزيمة له في الموسم الحالي على يد الاتحاد البيضاوي ب 1-0، وهي نفس الحصة التي انهزم بها ممثل الحي المحمدي في مباراة الذهاب.
بهذه الهزيمة تجمد رصيد نقط المتزعم في 37 نقطة، أما الطاس، الذي رد الدين الذي كان مدينا به للفريق المراكشي، فقد استفاد من هذه الدورة كثيرا بتحسينه لوضعه في الترتيب العام وذلك بصعوده للصف الثامن ب 22 نقطة.
هزيمة الفريق المراكشي ستكون بكل تأكيد قد أسعدت وأثلجت صدر فرق طابور المطاردة الأربعة، لكنها لم تستفد منها كثيرا، حيث أضافت لرصيدها من النقط نقطة واحدة يتيمة.
المطارد المباشر اتحاد أمل تزنيت عاد من ملعب الداخلة باليوسفية بنقطة واحدة من تعادل أمام الأولمبيك المحلي ب 0-0 . بهذه النتيجة البيضاء يظهر أن مفاتيح المباراة كانت مستعصية الحل عليهما معا، ولم يستطع أي فريق منهما فك شفرة خصمه، لأنهما اعتمدا على تمتين و تقوية دفاعيهما، وسد كل المنافذ المؤدية إلى المرمى أمام مهاجمي الفريق الخصم خوفا من الوقوع في المحظور، لأنهما معا في أمس الحاجة للنقط الثمينة للمباراة.
ممثل قبائل آيت باعمران أصبح في رصيده 36 نقطة ويبقى في الصف الثاني مباشرة وراء ممثل عاصمة الجنوب، وكذلك بقي أولمبيك اليوسفية في الصف الحادي عشر ب 19 نقطة صحبة حسنية لازاري لوجدة والرشاد البرنوصي المنتصرين، الأول بميدانه على جمعية المنصورية ب 3-1، و الثاني خارج قواعده على إتحاد سيدي قاسم ب 2-1.
أما قمة الدورة بامتياز التي احتضنها الملعب الشرفي بمكناس وجمعت الكوديم بالكاك ودارت في أجواء رائعة بنوستالجيا الزمن الجميل فقد انتهت بالتعادل بنفس نتيجة الذهاب 1-1.
المباراة التي قادها ثلاثي تحكيم من عصبة الدارالبيضاء الكبرى بقيادة الحكم يوسف الودغيري كانت قمة بالفعل، حيث حضرها أكثر من 15000 متفرجا، وجرت في أجواء حماسية ورياضية كبيرة وطبعتها منذ البداية الندية والإثارة والتشويق والروح الرياضية. الفريق المكناسي كان سباقا للتسجيل في د 10 عن طريق عميده المخضرم المهدي بلعروسي، بعدما استغل خطأ فادحا مشتركا ارتكبه حارس المرمى سعيد الخلوفي بخروجه الخاطئ وعدم تمكنه من إمساك الكرة التي كانت في المتناول ثم بخطأ في التغطية الدفاعية. بعد هذه الإصابة احتكر الفريق المكناسي الكرة، وكاد أن يضاعف الحصة، في حين اعتمد الفريق القنيطري على الهجومات المضادة لينتهي الشوط الأول بالنتيجة أعلاه. أما في الشوط الثاني، فقد تحرك لاعبو النادي القنيطري وسيطروا على مجرياته، ونظموا عددا من الهجمات أعطت إحداها أكلها في الدقيقة 77 عندما ارتطمت كرة قنيطرية برجل المدافع المكناسي “تحلوشت” ليسجل بنيران صديقة ضد مرماه هدف التعادل للفريق الخصم، وقد كان بإمكان فارس سبو أن يعود إلى القنيطرة بالنقط الثلاثة للمباراة لو أحسن مهاجموه، وخاصة المهاجم “بابا ساو”، التعامل مع عدد من الفرص السانحة التي أتيحت لهم.
نتيجة التعادل ربما تكون قد أرضت الفريقين معا نظرا للمجهود الكبير الذي بذله الفريقان معا، و بهذا التعادل، بقي النادي المكناسي والنادي القنيطري في مركزهما الثالث والرابع ب 34 و 32 نقطة على التوالي.
من جانبه لم يقو وداد قلعة السراغنة المتواجد ضمن طابور المطاردة على تجاوز ضيفه اتحاد تمارة وهو يستقبله على أرضية ملعبه، حيث أنهيا لقاءهما بالتعادل 0-0.
وداد قلعة السراغنة بقي في الصف الخامس ب 31 نقطة، أما اتحاد تمارة فأصبح يتمركز في الصف التاسع ب 21 نقطة وراء الطاس.
بالنسبة لفرق أسفل الترتيب فأهم ما ميزها هو إقدام حكم مباراة أمل الفتح الرباطي وشباب مريرت على توقيف المباراة، بعدما كان الفريق الزياني منهزما ب 1-0 ويعود سبب توقيف المباراة إلى كون فريق مريرت دخل بتسعة لاعبين فقط في تشكيلته الرسمية وهو ما يسمح به القانون ومن دون تواجد لاعبين إحتياطين في دكة البدلاء، غير أن ثلاثة من لاعبيه أصيبوا خلال المباراة، فبقي ستة لاعبين على أرضية الميدان، وهو ما يتنافى مع القانون، مما اضطر معه الحكم إلى توقيف المباراة والإعلان عن نهايتها. وفي هذه الحالة يعتبر الفريق الرباطي منتصرا ب 3-0 وتخصم نقطة جزاء من رصيد نقط فريق شباب مريرت.
حاليا الفريق الرباطي يحتل الصف السابع ب 24 نقطة مباشرة وراء الفتح الناظوري الذي يتوفر هو كذلك على 24 نقطة، مع امتياز بالنسبة الخاصة للفريق الريفي المنتصر على أمل الفتح الرباطي في مباراة الذهاب ب 1-0 والمتعادل معه في مباراة الإياب ب 1-1 ؛ أما فريق شباب مريرت فله حالبا 14 نقطة ويأتي في الصف الخامس عشر قبل شباب قصبة تادلة الذي يحتل الصف السادس عشر والأخير ب 11 نقطة بعدما اكتفى اليوم بالتعادل بميدانه أمام فتح الناضور ب 1-1.
إضافة إلى فريقي شباب مريرت وشباب قصبة تادلة يأتي فريق خاسر ثالث من هذه الدورة وهو إتحاد سيدي قاسم الذي أصبح يتقهقر دورة بعد أخرى إلى اسفل الترتيب ويتواجد حاليا في الصف الرابع عشر ب 15 نقطة.
والأكيد أن الدورات الإثنتي عشرة القادمة ستعرف صراعا محتدما وتنافسا قويا بين كل الفرق سواء تعلق الأمر بفرق مقدمة الترتيب أو بفرق اسفل الترتيب. ما تتمناه كل مكونات هذه البطولة هو أن تطبع الروح الرياضية العالية والتحكيم النزيه كل المباريات.