محمد الخوى
ستجرى، عشية اليوم، مباريات الدورة الثامنة عشرة من بطولة القسم الوطني هواة كاملة، و ستنطلق ابتداء من الساعة الثالثة زوالا.
المباريات الثمانية تكتسي كلها أهمية كبيرة بالنسبة لكل الفرق، سواء تلك التي تتنافس من أجل الظفر بورقتي الصعود أو العودة للمجموعة الإحترافية الثانية، أو بالنسبة للفرق التي تسعى جاهدة لتفادي النزول في آخر الموسم الرياضي الحالي للقسم الوطني الأول هواة أي أن النتائج التي ستتمخض عنها عند صافرات النهاية ستؤثر لا محالة على وضعها في سلم الترتيب العام.
قمة هذه الدورة بامتياز سيحتضنها الملعب الشرفي بالعاصمة الإسماعيلية مكناس وستجمع بين الناديين الرياضيين العريقين المكناسي و القنيطري، وستحيل جماهيرهما الغفيرة وعشاقهما الكثر بحسرة كبيرة على نوستالجيا زمنهما الجميل عندما كانا يلعبان معا بالقسم الوطني الممتاز ويعتبران من كباره و يبصمان على مسار جيد في العديد من المواسم الرياضية السابقة سواء كان ذلك في إطار منافسات الدوري أو منافسات كأس العرش بل سبق لهما أن صعدا لمنصة التتويج في أكثر من مناسبة، فضلا عن ذلك شكلا أيضا مشتلين للمنتخب الوطني المغربي، حيث زوداه بعناصر أبدعت وأبهرت وكان لها حضورا متميزا ضمن تشكيلته و تركت أثرا طيبا وذكرى حسنة ضمن المنتخب الوطني و في نفوس وفي ذاكرة الجمهور المغربي قاطبة.
اليوم، هناك معطيات ومتغيرات عديدة أخرى غير تلك التي سبق ذكرها ؛ فالفريقان حاليا يحتلان تواليا الصفين الثالث والرابع في سبورة الترتيب العام لقسمهما ب 33 و 31 نقطة و تحدوهما رغبة شديدة وطموح كبير من إجل العودة للمجموعة الإحترافية الثانية كمرحلة أولى في طريق العودة للدوري الإحترافي الممتاز باعتباره مكانهما الطبيعي.
الفريق الإسماعيلي طال مقامه كثيرا بالقسم الوطني هواة حيث يلعب حاليا موسمه السابع وكان قريبا جدا من العودة للمجموعة الإحترافية الثانية في آخر الموسم الرياضي 2020-2021 الذي صعد فيه فريقي الإتحاد الإسلامي الوجدي وشباب المسيرة ؛ هذا الموسم الذي عرفت نهايته القيل والقال…أما النادي القنيطري فيلعب موسمه الثاني بهذا القسم وكاد أن يحقق الصعود في الموسم الرياضي المنتهي لولا أن خانته السرعة النهائية وضياعه لنقط كثيرة.
في الموسم الرياضي المنتهي ضرب بقوة النادي المكناسي خصمه القنيطري بثلاثية نظيفة في مباراة الذهاب وتعادلا في مباراة الإياب بصفر لمثله كما انتهت مباراة الذهاب لهذا الموسم بالقنيطرة بالتعادل بإصابة لمثلها.
الفريق المنتصر في هذه المباراة القوية والتي ستعرف بكل تأكيد حضورا جماهيريا كبيرا ستدور بحسابات تحقيق الإمتياز طبعا بالنتيجة وبالنسبة الخاصة و بحسابات تعزيز الرصيد من النقط من أجل تقوية حظوظ المنافسة على إحدى ورقتي الصعود أو العودة للمجموعة الإحترافية الثانية ؛ أما المنهزم فقد تؤثر الهزيمة على نفسية كل مكوناته و قد تدخل الفريق في مرحلة شك وفراغ مالم يسارع بسرعة إلى لملمة جراحه وتجاوز كبوة الهزيمة وتعويض ما فات في القادم من المباريات.
ما يتمناه الجميع في هذه المباراة هو أن تسود الروح الرياضية العالية في المدرجات وعلى أرضية الملعب وخارج أسواره وهذا هو المأمول أيضا في باقي المباريات.
القمة الثانية كذلك لهذه الدورة ستدور رحاها بملعب يحمل إسم أحد أساطيرة كرة القدم الوطنية المرحوم العربي الزاولي والأب الروحي لفريق الإتحاد البيضاوي الذي سيواجه نادي الكوكب المراكشي. الفريقان معا لعبا كذلك في مواسم سابقة بالدوري المغربي الممتاز وأبليا البلاء الحسن وقتها خاصة بالنسبة للكوكب المراكشي المتوج بعد من الألقاب محليا وقاريا عندما فاز بكأس الإتحاد الإفريقي سنة 1996. حاليا الفريقان يتواجدان على نقيض في الترتيب العام حيث يحتل الفريق المراكشي الصف الأول ب 37 نقطة و في المقابل يتواجد فريق الطاس في الصف العاشر ب 19 نقطة ، ترتيب غير مطمئن بالنسبة لعشاق فريق الحي المحمدي بحيث لا يبتعد هذا الأخير عن الصفين ما قبل الأخير والأخير ، اللذان يتواجد فيهما تواليا شباب مريرت وشباب قصبة تادلة إلا بخمس وتسع نقط فقط وهو فارق قابل للتذويب في القادم من المباريات.
الطاس والكوكب نزلا معا يد في يد إلى القسم الوطني هواة في نهاية الموسم الرياضي المنتهي بعدما احتلا الصفين الخامس عشر والسادس عشر و كان الطاس قد لعب بهذا القسم خلال الموسم الرياضي 2017-2018 قبل أن يحقق الصعود للمجموعة الإحترافية الثانية في الموسم الرياضي 2018-2019.
هي كذلك ستكون مباراة قوية ومثيرة كما كان الشأن في مباراة الذهاب التي انتصر فيها الفريق المراكشي بشق الأنفس بإصابة لصفر ؛ فهل سيتمكن فريق الطاس من ضرب عصفورين بحجر واحد أولا من جهة رد الإعتبار لنفسه ورد الدين للكوكب المراكشي وتحسين وضعه في سلم الترتيب وثانيا إلحاق أول هزيمة بالكوكب المراكشي في الموسم الحالي؟
هزيمة الكوكب المراكشي إن تحققت ستسعد كثيرا الفرق الأخرى التي تتنافس من أجل تحقيق حلم الصعود ومنها أيضا ممثل قبائل آيت باعمران.
بالفعل فإتحاد أمل تزنيت تهمه هو كذلك هزيمة الفريق المراكشي حتى ينفرد بالصف الأول إن استطاع إلى ذلك سبيلا و العودة بانتصار من ملعب الداخلة باليوسفية على حساب الأولمبيك المحلي ، قد يكون الأمر في المتناول لما يتوفر عليه فريق تزنيت من تشكيلة قادرة على قلب كل المعادلات و الموازبن و التخمينات كما فعل ذلك مع النادي القنيطري بالقنيطرة كما يمكن أن يكون الأمر صعبا بسبب حاجة الأولمبيك الماسة لنقط المباراة من أجل تحسين مركزه في الترتيب العام حيث يحتل حاليا الصف الحادي عشر ب 18 نقطة فقط بل قد تجذبه كثيرا جاذبية الصفين الأخيرين المؤديين للقسم الوطني الأول هواة في حالة فوز الفرق التي تأتي بعده.
باقي المباريات لا تخلو هي كذلك من أهمية قصوى وتبرز منها بالخصوص مباراة وداد قلعة السراغنة ب 30 نقطة ضد إتحاد تمارة ب 20 نقطة. انتصار فريق القلعة يبقيه دائما في دائرة المتنافسين الأقوياء على الصعود…في حين باقي المباريات الأخرى ستجمع بين فرق من وسط الترتيب و بين فرق تعاني كثيرا في الصفوف المتأخرة وتعتبر مباراة بين الذي كان يلقب في الزمن الجميل بحفار القبور ( 15 ن) والبرانصة ( 16ن ) هي قمة اسفل الترتيب.
كل هاته الفرق المتواجدة في أسفل الترتيب يتعين عليها وجوبا بدل أقصى الجهود من أجل الخروج من المأزق الذي تتواجد فيه قبل أن تدخل في دائرة الحسابات الضيقة عند قرب نهاية الموسم الرياضي الحالي.
برنامج الدورة الثامنة عشرة للقسم الوطني هواة سيكون حسب البرنامج التاني :
النادي المكناسي- النادي القنيطري
الإتحاد البيضاوي- الكوكب المراكشي
أولمبيك اليوسفية- إتحاد أمل تزنيت
وداد قلعة السراغنة- إتحاد تمارة
أمل الفتح الرياضي- شباب مريرت
شباب قصبة تادلة- فتح الناضور
إتحاد سيدي قاسم- الرشاد البرنوصي
حسنية لازاري وجدة- جمعية المنصورية