*محمد المكناسي*
حولت أزمة المياه مجموعة من المناطق بجهات المملكة إلى أماكن شبه منكوبة، بسبب تضرر الفرشة المائية نتيجة التراجع الكبير في التساقطات المطرية والاستنزاف المفرط الذي ظلت تتعرض له المياه الجوفية لعدة سنوات من طرف أصحاب الضيعات الفلاحية، وهو الأمر الذي تسبب في خصاص كبير في هذه المادة الحيوية والضرورية في الحياة، حيث أصبح الحصول على القليل منها بمثابة حلم صعب المنال لدى العديد من الأسر بمناطق مختلفة.
وتشير تقارير رسمية، إلى أن الفرشة المائية على مستوى تراب جهات المملكة، تضررت بشكل كبير وتجاوز منسوبها الخط الأحمر، وهو ما أدى إلى نضوب عدد من الوديان ومجموعة من الآبار والعيون التي ظلت إلى وقت قريب موردا رئيسيا تمكن مجموعة من ساكنة مختلف الجهات من مياه الشرب، الأمر الذي أصبحت معه البلاد بفعل هذا المشكل مهددة بالسكتة المائية في حالة عدم الإسراع بتدارك الأوضاع وحث الجميع من أجل الانخراط في عملية ترشيد استغلال ما تبقى من قليل المياه الجوفية.
وفي هذا السياق، عرفت مؤخرا حدة أزمة المياه ارتفاعا بشكل غير مسبوق على مستوى مختلف مناطق المملكة، حيث تعالت أصوات العديد من السكان الذين خرجوا إلى الشوارع ونظموا وقفات ومسيرات احتجاجية بعضها كان بواسطة الدواب، تنديدا بمعاناتهم الشديدة مع العطش، فيما وجدت السلطات المعنية صعوبة كبيرة في السيطرة على الأوضاع والحد من تداعيات هذا المشكل الخطير، إذ اكتفت بتسخير بعض الشاحنات المصهرجة من أجل تزويد ساكنة بعض المناطق بعينها بالقليل من المياه، غير أن ذلك اعتبر مجرد حل ترقيعي لن يفي بالغرض.
وحذرت فعاليات مدنية من تجاهل أزمة المياه وعدم التصدي لها بالحلول الفعلية الناجعة التي تخفف من غضب المواطنين المتضررين، خاصة في ظل موجة الغلاء التي تشهدها جل المواد الأساسية والضرورية، حيث تضاعفت المعاناة لدى الأسر بعدد من القرى والمداشر بشكل لا يطاق، جراء صعوبة الحصول على قطرة ماء بمجموعة من مناطق المملكة، إذ يتطلب أمر توفير القليل من المياه التي قد لا تكفي حتى لسد رمق العطش ليوم واحد، قطع مسافات تفوق العشرات من الكيلومترات بشكل يومي.
وبحسب ذات النشطاء، فإن مجموعة من الأسر، التي تعاني كثيرا من ويلات أزمة الماء والتي يوجد أغلبها في المناطق النائية ذات التضاريس الصعبة، تجد نفسها مجبرة على دفع ما بين 1000 و 1500 درهم كل عشرة أيام، مقابل الحصول على حمولة شاحنة مصهرجة، وذلك تضيف المصادر، في حالة ما إذا ساعدها الحظ في الحصول عليها لكثرة الإقبال وارتفاع الطلب على المياه.