أعلن عمال المؤسسة العالمية للمحميات الطبيعية والفطرية القطرية استمرارهم في الاحتجاج وخوض معتصم “الكرامة” المنظم على أراضي لحمادة القريبة من أسا الزاك لحين الاستجابة لمطالبهم.
وأعرب الأجراء المعتصمون عن أسفهم للمسار الذي اتخذته المفاوضات مع الشركة المشغلة، نتيجة ما وصفوه بتعنت هذه الأخيرة في إيجاد حل جذري لمختلف المشاكل العالقة، وقالوا، في بيان توصل المساء24 بنسخة منه، إن “التفاوض انطلق بحضور ممثلي السلطة المحلية بالزاك ومدير مفتشية الشغل وممثلي المؤسسة القطرية، إلا أن المسؤول الذي يمثل الشركة تعنت في بداية الأمر ورفض الجلوس معهم بصفتهم ممثلين للعمال، في نكران لكون الجلسة انعقدت في الأصل لإجراء الصلح بين الأجراء ومشغلهم والبحث عن حل جذري لكل المشاكل”.
ولحسن الحظ، يتابع البيان، تم في الأخير الاهتداء إلى “الجلوس إلى طاولة الحوار” وتمت الاستجابة إلى طلبهم ذي الصلة والهادف إلى “السير قدما” على هذا المسار في اتجاه حل “الإشكال” ما “يبين حسن نية العمال الوصول إلى حل حقيقي”.
واعتبر أصحاب البيان أن الحلول التي تقدم بها المسؤول عن الإدارة “ترقيعية” و”غير مرغوب فيها” من طرفهم، خاصة وأنها تقضي ب”طرد عاملين وإعطاء عطلة سنوية لثمانية عمال إلى حين إثبات الأخطاء المنسوبة إليهم”.
وأشار ممثلو الأجراء إلى أن الإجراءات المقترحة من طرف الشركة تعد “تلاعبا” و”تماطلا” و”محاولة للانتقام من هؤلاء العمال الذين تنوي طردهم” والذين يشكلون جزءا من عمال المحمية القطرية الذين أبلوا بحسبهم، البلاء الحسن للاضطلاع بالمهمة التي كانت على عاتقهم أثناء مزاولتهم العمل في أحضان المؤسسة العالمية للمحميات الطبيعية والفطرية القطرية.
وأعلن العمال المحتجون تمسكهم بمطالبهم “المشروعة” واستمرارهم في النضال إلى حين تحقيقها، وناشدوا مفتشية الشغل، التي قالوا إنهم يمنحونها ثقتهم، تتبع الإجراءات القانونية من أجل تمكينهم من حقوقهم “المهضومة”، مطالبين السلطات المحلية والأمنية بالعمل على الاستمرار في أداء “دورها البناء لحلحلة هذا المشكل الذي يعتبر ظلما في حق هذه الشريحة من المجتمع المغربي”.
وحمل أصحاب البيان مسؤولية ما وقع لمن سولت لهم أنفسهم بممارسة “الخبث السياسي” على هؤلاء الأجراء لغاية تحقيق مآرب شخصية، كأن يتم تشغيل أشخاص آخرين لتعويض المعتصمين الذين لا زالوا يحتفظون بصفتهم كأجراء وأن جميع أمتعتهم ووثائقهم لا زالت متواجدة في نقط المراقبة.
هذا وقد انضم إلى هذا المعتصم أمهات وبنات وزوجات بعض عمال محميات القطريين تعبيرا منهن عن دعمهن للمحتجين، حيث طالبن هن أيضاً بتحسين أوضاع العاملين ووقف كل أساليب “الاستغلال البشع لمعيليهن”، ورفع التهميش عن حقوق آبائهن وأزواجهن وأبنائهن العاملين على أراضي أجدادهم. كما رددن شعارات يستنكرن من خلالها “الظلم” الذي لحق ذويهن، وووجهن نداء إلى المسؤولين من أجل إنصاف الأجراء المعتصمين ورفع الحيف عنهم.