بقلم: *عبد النبي عيدودي*
ما حققه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم خلال نهائيات كأس العالم قطر 2022 .. يدفعنا إلى التسائل من جديد .. هل نحن قادرون على التتويج بالذهب في المحافل الرياضية الدولية ؟هل نحن قادرون على بلوغ المربعات الذهبية في القادم من البطولات العالمية ؟ أم هي مجرد طفرة عابرة بقطر عرفها المنتخب الوطني و سرعان ما ستخبو و تفتر مع مرور الأيام ؟لكننا لا نريدها كذلك ما دام جميع المحللين و الخبراء و المهتمين يؤكدون أن ما تحقق بقطر ليس صدفة و لا حدث عابر .. بل هو عمل جبار و متواصل يقوم به رجال وطنيين في هذا القطاع ، و مؤسسات رياضية كبيرة أعظمها و أجلها الأكاديمية الملكية لكرة القدم التي أنجبت أربع لاعبين كبار أبلوا البلاء الحسن في كأس العالم قطر 2022..
لكن هل يكفي ما تحقق من بناء مؤسساتي رياضي ، و نتائج رياضية بوأت المغرب قمم ما بعدها قمم. وهي نتائج يجب أن تلهم مؤسساتنا للاستثمار في الرياضة بكل أصنافها و العمل على صناعة النخب الرياضة و تكوين أبطال قادرين على التتويج ورفع علم المملكة خفاقا بين كل شعوب العالم .. أم نحن في حاجة إلى مزيد من المؤسسات الرياضية .. نعم نحن في حاجة إلى مزيد من الموسسات و البرامج الرياضية ، بل إننا في حاجة لاستراتيجية وطنية لصناعة النخب الرياضية في مختلف الرياضات و ليس في كرة القدم فقط.. نحن في حاجة إلى نخب في كرة اليد و كرة السلة و الكرة الطائرة و مرة المضرب و الكولف .. نحن في حاجة إلا صناعة أبطال في ألعاب القوى بمختلف أنواعها و مسافاتها .. أبطال من طينة عويطة ونوال و كروج الذين عشنا معهم محطات فرح كبيرة
وهي نفس الفرحة التي عشنا جميعا كمغاربة بقطر لقد كان انجاز تاريخي عظيم …فرح تابعناه منذ المباراة الاولى للمنتخب المغربي وأيدينا على قلوبنا نمني النفس أن يتمكن المنتخب المغربي من التأهل للدور الثاني من هذه الكأس التي يتابعها سكان المعمور من أقصاها إلى أقصاها. ومع مرور الوقت وتوالي المباريات وانتصارات المنتخب الوطني أخذ حلمنا يكبر رويدا رويدا حتى أن فينا من بات يرى التتويج بكأس العالم مطلبا عاديا ويمكن تحققه .. لقد شكلت انتصارات منتخبنا الوطني على منتخبات شعوب ذات صيت كروي تاريخي أمرًا غريبا أثلج صدور العالم العربي والاسلامي وكافة شعوب أفريقيا الصديقة .. وتحول منتخب المغرب خلال أيام إلى حامل لواء الاسلام والعروبة و الأفارقة ومجموعة من الشعوب المتخلفة ودفع الكثيرين إلى التغني بهذه الإنجازات والإعتزاز بها.
شكل الاستقبال الملكي للمنتخب الوطني والرعاية السامية لجلالته حفظه الله التي احاط بها بعثة المنتخب إشارة قوية الى من يهمهم الامر من اجل مواصلة العمل لتحقيق مزيد من الانجازات الرياضية.. معلوم ان التظاهرات العالمية صارت اليوم واجهة لابراز التفوق السياسي والاقتصادي؛ وهذا جلي من سبورات الميداليات وترتيب الدول في الكثير من المناسبات؛ اذ لا مكان بينها للامم الصغيرة ودول العالم الثالث سواء في كأس العالم لكرة القدم او الالعاب الاولمبية.. وبهذه المناسبة؛ اعتقد اننا كمغاربة لم يعد امامنا من خيار؛ بعد ما تحقق خلال قطر 2022؛ إلا مواصلة العمل والاجتهاد والاستثمار في القطاع الرياضي لصناعة الابطال في شتى الاصناف الرياضية.وفق استراتيجة وطنية تنهل من الرؤية الملكية السامية لهذا القطاع و تنبني على أربع مرتكزات أساسية:
1- المرتكز الاول:البناء المؤسساتي و ينبني هذا على الرؤية الملكية الثاقبة في العمق الاحترافي و الاكاديمي لهذا القطاع .
2- المراكز الثاني: البناء الاداري و الهندسي و التقني و الطبي.. و يرتكز على ضرورة النهوض بالجانب الاداري للجامعات الرياضية و سن ترسة قانونية قادرة على التطوير و الابتكار و الابداع .. كما يتأسس على رؤية دقيقة لتأهيل الطب البدني و الرياضي
3- المرتكز الثالث : التحكم في القرارات الرياضية بالهيئات و المنظمات الرياضية الدولية.. ويتطلب منا ذلك مدير من الحضور في التنظيمات الدولية و مزيد من المساهمة في صناعة القرارات الرياضية الدولية
4- المرتكز الرابع: التكوين و التأطير و التأهيل.. لا بد من خطة محكة و شاملة و متكاملة للتكوين و التأطير لجميع الاطر و المواهب و الكفاءات الرياضية ..
و لنا عودة في مقالة ثانية
*نائب برلماني