تم إطلاق مشروع واسع النطاق لإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء العمومية وملاعب الغولف في المناطق الحضرية بالرباط وسلا وتمارة والصخيرات، وذلك في أفق تعميم التجربة على باقي الجهات والمدن المغربية.
ويعد مشروع إعادة استخدام المياه العادمة خيارا حاسما لمواجهة التحدي الذي يفرضه الإجهاد المائي بالبلاد، ما استدعى إجراء عملية مقارنة للانفتاح على تجارب دولية شبيهة، والتي أظهرت أن مشروع تعميم إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء العمومية وملاعب الغولف بالمناطق الحضرية للرباط وسلا والصخيرات وتمارة، يعد من بين أهم المشاريع في العالم.
وسيمكن هذا المشروع بالأساس من الحفاظ على موارد المياه الطبيعية، وتعزيز إمكانيات المياه العادمة المتوفرة في المنطقة، إضافة إلى التقليل من تدفق التلوث المتبقي الذي يتم تصريفه في البيئات المستقبلة (وادي أبي رقراق نموذجا)، ورفع المعايير البيئية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي المحدثة مسبقا أو التي يتم التخطيط لإحداثها، وذلك من خلال التقليل من الضغط المتزايد على الموارد المائية التقليدية.
ويرتكز هذا المشروع، الذي تم تمويله بفضل الشراكة التي جمعت وزارة التجهيز والماء ووزارة الداخلية وولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، وباقي الجهات المعنية، على سقي المساحات الخضراء العمومية وملاعب الغولف بالمناطق الحضرية للرباط وسلا والصخيرات وتمارة عبر نظام إعادة الاستخدام بشبكة يبلغ طولها 130 كم مزودة بست محطات معالجة ثلاثية، بسعة لا تقل عن 56 ألف متر مكعب في اليوم، وقد تم، في الوقت الحالي، استخدام 190 كلم من الشبكة لإنتاج يومي يقدر بـ36 ألف متر مكعب في اليوم.
يشار إلى أن نسبة تغطية نظام إعادة استخدام المياه المعالجة بمدينة الرباط بلغت 94 في المائة، وتفعيلا للتوجيهات الملكية السامية، خلال خطاب افتتاح الدورة الخريفية، وبالنظر للوضع المائي الراهن، تم الاتفاق على استخدام المياه غير التقليدية في سقي المساحات الكبيرة، مهما كانت طبيعتها؛ مثل المجمعات الرياضية والجامعات والإدارات وغيرها.
ومع نهاية شهر شتنبر الماضي، انخفض الاستهلاك الكلي لمدينة الرباط من مياه الشرب بنسبة 10,8 في المائة بفضل استخدام المياه غير التقليدية للسقي وتحسين أداء شبكة مياه الشرب، ما مكن من ربح 4,1 مليون متر مكعب.