تعرف ثانوية طه حسين التأهيلية بالقنيطرة، خلال الموسم الدراسي الجاري، عملية تأهيل واسعة من ترميم وصباغة وإصلاح لمعظم مرافقها رصدت لها مبالغ ضخمة من طرف المديرية الإقليمية للتعليم، بالإضافة إلى التدخل الفعال لتعاونية “الفضاء الأزرق” بالقنيطرة في إطار برنامج الأوراش الملكية، الذي انصب على تشذيب وتنظيف شامل لجوانب الفصول الدراسية والسكن الاداري الشاغر وجنبات المكاتب الإدارية وكل الفضاءات التي من المفروض أن تكون مساحات خضراء، لتتخلص المؤسسة في النهاية من نفايات خطيرة وسامة قدرت بالأطنان -انظر الصور-، وكل هذا العمل الدؤوب، يأتي بعد أن صنفت ثانوية “طه حسين” التأهيلية كنقطة سوداء جراء الإهمال وسوء التدبير وقتل للحياة المدرسية تجاوز عقد ونصف من الزمن، ليرث المدير الحالي تركة ثقيلة من المشاكل والإكراهات على جميع المستويات يعمل جاهدا -رفقة غيورين من أطر إدارية وتربوية وبعض جمعيات المجتمع المدني – على معالجتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
للإشارة، فقد سبق أن وجهت شكايات فيما سلف ذكره إلى الجهات المسؤولة، كما سبق أن وحهت شكاية إلى المجلس الاعلى للحسابات تطالب تطالب بافتحاص مالي لتبرير أوجه صرف المبالغ المالية الهامة التي كانت تستخلص سابقا، من جيوب أسر المتمدرسين الفقراء دون أن يكون لذلك أثر ملموس وإيجابي على أرض الواقع، حيث كان من المفروض تأهيل القاعة الكبيرة المخصصة للمطالعة والمداومة، إلا أنها ظلت موصدة في وجه التلميذات والتلاميذ والإبقاء عليها مسرحا للفئران والحشرات السامة، ناهيك عن المستودعات الرياضية المفتقرة لأدنى الشروط الإنسانية، مما يحول دون الاستفادة منها، وهي بالمناسبة صرخة مدوية في أذن اعضاء المكتب الحالي لجمعية أمهات واباء التلميذات والتلاميذ بأياديهم البيضاء والنظيفة لأخذ هذه المطالب المستعجلة مأخذ جد وإنفاق ماليتهم فيما يخدم مصلحتهم العليا، أولاها التسريع بفتح في وجههم قاعة للمطالعة والمداومة حتى لايكونوا عرضة للضياع وللمضايقة من طرف الغرباء بمحيط المؤسسة، وأيضا إصلاح المستودعات الرياضية، ليتمكنوا من تغيير ملابسهم في فضاء يحفظ لهم كرامتهم، ثم تزويد المؤسسة بالآلة الناسخة لرفع الإحراج المتمثل في استخلاص تكاليف النسخ من التلاميذ الذي يمنعه القانون، وأخيرا وليس آخرا الاهتمام بالشق الاجتماعي والنفسي في تقديم الدعم المطلوب للحد من التسرب المدرسي خصوصا وان معظم تلاميذ وتلميذات ثانوية طه حسين ينحدرون من أسر هشة اقتصاديا واجتماعيا يحتاجون إلى الاحتضان الانساني وجرعات كثيرة من الرعاية والاهتمام.
.
نتمنى أن تستعيد ثانوية طه حسين عافيتها في القريب العاجل خصوصا بعد رحيل رموز الفساد .