“ائتلاف 190” يدين الاعتداءات العنصرية ضد مغاربة إسبانيا ويدعو إلى تحرك عاجل لحماية الجالية

المساء24

عبر ائتلاف “190 من أجل عالم عمل خال من العنف والتحرش” عن إدانته الشديدة لتكرار الاعتداءات العنصرية في إسبانيا، التي استهدفت عددا من المواطنات والمواطنين المغاربة، خاصة أثناء عبورهم الموسمي إلى الأراضي الإسبانية.

واعتبر الائتلاف أن هذه السلوكات تحمل طابعا عنصريا وتمييزيا خطيرا، خلفت إصابات جسدية ونفسية عميقة، في ظل غياب تام لأي حماية قانونية أو سياسية للمستهدفين.

وأكد البيان الصادر عن الائتلاف أن هذه الاعتداءات تمس بشكل مباشر كرامة الإنسان، ولا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال، داعيا السلطات الإسبانية إلى احترام التزاماتها الدولية، باعتبارها عضوا في منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وملزمة بتأمين سلامة وكرامة جميع الأفراد على أراضيها دون تمييز، وفق تعبيره.

وأشار البيان إلى مجموعة من المرجعيات القانونية الدولية التي تجرّم العنف العنصري، وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 190 الخاصة بمناهضة العنف والتحرش في عالم العمل. كما لفت إلى أن القوانين الإسبانية نفسها تنص على تجريم الكراهية والعنصرية، وتكفل الحق في الأمن والحماية لكل الأفراد.

واعتبر ائتلاف 190 أن استمرار هذه الممارسات يهدد علاقات الثقة المتبادلة بين المغرب وإسبانيا، ويسيء إلى روح التعاون والحوار التي ميزت الشراكة بين البلدين على مدى سنوات، خاصة في ظل التحديات المشتركة المرتبطة بالهجرة، والتبادل الاقتصادي، والأمن الإقليمي.

وفي هذا السياق، دعا الائتلاف إلى فتح تحقيق عاجل وجدي في الاعتداءات الأخيرة التي طالت عددا من المواطنات والمواطنين المغاربة بإسبانيا، مع ضمان متابعة الجناة أمام القضاء، وفق ما يفرضه القانون الوطني الإسباني والمواثيق الدولية.

كما طالب الائتلاف الحكومة المغربية بالتدخل الفوري عبر القنوات الدبلوماسية، والعمل على حماية أفراد الجالية المغربية بالخارج، مع تفعيل آليات التنسيق المباشر لمواكبة قضاياهم والدفاع عن حقوقهم المشروعة داخل دول الاستقبال.

ووجه الائتلاف دعوته إلى البرلمان الأوروبي ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، من أجل تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، ومساءلة السلطات الإسبانية حول هذه الانتهاكات العنصرية، التي تتعارض مع مبادئ الاتحاد في احترام حقوق الإنسان.

وشدد الائتلاف على ضرورة ضمان احترام الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحماية المهاجرين والعمال، خاصة ما يتعلق بالحق في الأمن الجسدي والنفسي، ورفض كل أشكال العنف في أماكن العبور والعمل.

وفي جانب آخر، دعا الائتلاف القوى المدنية، والهيئات الحقوقية، ووسائل الإعلام، إلى تعبئة مجتمعية قوية من أجل مناهضة هذه الممارسات العنصرية، وتعزيز ثقافة التضامن، ونشر خطاب بديل يقوم على التعدد، والاحترام المتبادل، ورفض التمييز بكل أشكاله.