محمد الخوى
تتجه كل أنظار عشاق ومتتبعي بطولة “لاليغا” الإسبانية وبكرة القدم الجميلة والراقية، اليوم، إلى ملعب “كامب نو”، من أجل متابعة مباراة الإياب بين نادي “برشلونة” و”ريال مدريد”، وذلك إبتداء من الساعة الثامنة بالتوقيت العالمي. وللتذكير فإن مباراة الذهاب التي كان مسرحها ملعب “سانتياغو بيرنابيو” كانت قد انتهت لفائدة النادي الملكي ب 3-1.
المباريات التي تجمع بينهما سنويا ذهابا وإيابا في أقوى كلاسيكو عالمي، واللذان يستحوذان لوحدهما على حصة الأسد من بطولات “لاليغا” منذ إنطلاقتها في الموسم الرياضي1928- 1929، دائما ما تكون مثيرة ومشوقة وممتعة، وحبلى بالمفاجآت المدوية السارة لأحد الفريقين ولجماهيره، والمخيبة لآمال الطرف الأخر ومحبيه، لأن مباريات الكلاسيكو دائما ما تدور في أجواء حماسية وإحتفالية كبرى، وتطبعها الندية والإثارة، وحتى الحساسية، بل ولهذا تعرف في الكثير من الحالات اصطدامات ونرفزات وتشنجات للأعصاب من بعض أطرافها.
في مجموع 187 مباراة جمعت قطبي كرة القدم الإسبانية ذهابا وإياب في البطولة الإسبانية أو “لاليغا” بتسميتها الجديدة انتصرت ريال مدريد في 78 مباراة ، بما فيه انتصارها ب 3-1 في مباراة الذهاب للموسم الرياضي الحالي، ومن مجموع هذه الانتصارات 22 انتصار سجلته الريال بملعب “نوكامب” ببرشلونة.
أما الفريق “الكتالاني” فقد انتصر في 76 مباراة منها 24 مباراة في ملعب “سانتياغو بيرنابيو” معقل النادي الملكي، وتعادل الفريقان في 33 مباراة منها 21 في برشلونة و 12 في مدريد.
ومنذ الموسم الرياضي 1981-1982، الموسم الذي بدأت فيه بالمتابعة الدقيقة وبالأرشيف البطولة الإسبانية وإلى الآن، أجرى الفريقان 83 مباراة انتصرت برشلونة في 39 مباراة، وانتصرت الريال مدريد في 27 مباراة، فيما تعادل الفريقان في 17 مباراة، وسجلت برشلونة 148 إصابة مقابل 111 إصابة للريال مدريد، ويعود السبب في رجحان كفة برشلونة في التهديف، إلى الحصص القوية التي انتصرت فيها في السنوات الأخيرة ومنذ بداية الموسم الرياضي 1993-1994 مالت الكفة لصالح برشلونة حيث انتصرت البارصا ب 5-0 في ثلاث مباريات وب 5-1 في مباراة واحدة و ب 4-0 في مباراتين بمدريد و ب 6-2 بمدريد و 3-0 في خمس مباريات، اثنان منها بمدريد ..أما ريال مدريد فقد انتصرت منذ 93-94 مرة واحدة ب 5-0 وكان ذلك في الموسم الرياضي 94-95 الذي فازت به بالبطولة و مرة واحدة كذلك ب 3-0 في موسم 1999-2000 ، الذي عرف تتويج “ديبورتيفو لاكورونيا” مع نورالدين النايبت و”ببيطو” و”فران” و”مكاي” و”ريفالدو”…
أما أقوى الحصص فسجلت سنة 1935 وكانت لفائدة ريال مدريد ب 8-2 ثم ب 6-1 سنة 1949 ، في حين انتصرت البارصا ب 7-2 في 1950 أما أكبر نتيجة التعادل هي التي سجلت في مباراة الفريقين ببرشلونة و بحصة 5-5 في سنة 1943.
وأول انتصار في الكلاسيكو سجل لفائدة ريال مدريد في موسم انطلاقة البطولة ببرشلونة ب 2-1 وفي مباراة الإياب انتصر البارصا ب 1-0.
مباراة الإياب لهذا الموسم، تكتسي أهمية قصوى لريال مدريد التي تتخلف عن برشلونة ب 9 نقط. ومعنى ذلك، أنه بهزيمتها اليوم، سيصبح فارق النقط بين الغريمين التقليديين هو 12 نقطة، مما قد يصعب كثيرا المهمة على ريال مدريد للعودة من جديد من أجل تذويب فارق النقط والمنافسة على اللقب، إن لم تكن هزيمة ريال مدريد بمثابة نهاية حلم الريال من أجل الظفر باللقب، أما انتصار ريال مدريد اليوم وفي “نوكامب”، فسيقلص معه النقط إلى 6 نقط فقط، قابلة للتذويب في الإثنتي عشرة دورة المتبقية، وسيفتح معه الباب على مصراعيه أمام ريال مدريد من المنافسة وبقوة على اللقب، ولما لا الإزدواجية ولقب كأس عصبة الأبطال الأوروبية والكأس الأوروبية الممتازة ومعها الكأس الممتازة الإسبانية وكأس العالم للأندية في الموسم المقبل.
مباراة قوية بكل ما في الكلمة من معنى ستشد إليها بكل تأكيد الأنظار و أنفاس محبي وعشاق الفريقين الكبيرين والمتعاطفين معهما ونتيجتها النهائية سيكون لها تأثير كبير على الترتيب العام للبطولة.والخاسر سيندم كثيرا على خسارته لهذه المباراة بالذات لأنها مفتاح التتويج في نهاية الموسم الرياضي الحالي.