النادي القنيطري يضمن بقاءه بالدوري الاحترافي الثاني

المساء24 ـ محمد الخوى

وأخيرا النادي الرياضي القنيطري يحقق، عشية اليوم، الأهم، ويحافظ على مكانته بالدوري الاحترافي الثاني بصعوبة كبيرة وبشق الأنفس، وبعد موسم رياضي متعب نفسيا و شاق و كارثي بكل المقاييس.

ولن أكون مجانبا للصواب أبدا أو قاسيا على الفريق، الذي أتابع مسيرته الكروية منذ 1969، إذا قلت بأنه الكاك بتاريخه الكبير كان على العموم أضعف فريق بقسمه الحالي خلال الموسم الرياضي 2024-2025.

و ما وصل إليه الفريق إلى غاية الدقيقة 97 من مباراته الأخيرة في البرنامج السنوي خير دليل على ذلك و تحصيل حاصل ليس إلا، لم يسبق لنا أن شاهدنا فريقا مفكك الأوصال، و غير مترابط و لا متجانس وتائها على أرضية الملعب، بالشكل الذي عاينناه في هذا الموسم الرياضي، و الذي كان شبيها إلى حد كبير أو شبه صورة لطبق الأصل “لنكبة” النزول إلى القسم الوطني هواة في آخر الموسم الرياضي 2020-2021، مع اختلاف طبعا في الظروف و في المعطيات وفي الأجواء المحيطة بالفريق.

مباراة اليوم ضد الوداد الرياضي الفاسي التي احتضنها الملعب البلدي بالقنيطرة كان يخيم عليها شبح لعب مباراة السد ضد أحد الفريقين، إما الجمعية الرياضية المنصورية أو الإتحاد الرياضي لأبي الجعد، و ذلك من أجل ضمان مكانته بقسمه الحالي أو النزول إلى القسم الموالي والعودة السريعة من حيث صعد في نهاية الموسم الرياضي الأخير 2023- 2024. و كان هذا الأمر سيكون قاسيا جدا على كل مكونات الفريق، وصعب جدا البدء من جديد من نقطة الصفر، انطلاقا من بنيان مهتر ومهدوم وواقف على جرف هاري. فحتى في مباراة السد أو مثلها في المباريات الإقصائية لكأس العرش، لم يكن الأمر مضمونا بالنسبة للنادي القنيطري من أجل الحفاظ على مكانته بالدوري الاحترافي الثاني. فمباريات السد أو الإقصائيات هما خصمان للنادي القنيطري ولا تبتسم في كثير من المواجهات للنادي القنيطري، ولنتذكر جميعا هزيمة الكاك بالدارالبيضاء أمام اتحاد سيدي قاسم في الموسم الرياضي 1993-1994، ولنتذكر كذلك إقصاء النادي القنيطري أمام جمعية المنصورية في مناسبتين تتعلقان بإقصائيات كأس العرش بل وهزيمته أيضا في نفس المناسبة بالضربات الترجيحية أمام النادي القصري، في مباراة أجريت بالقنيطرة تحت الأضواء الكاشفة، و كان الفريق وقتها بقسم الصفوة وكان الفريق القصري بالقسم الوطني الأول هواة، ولم يكن وقتها القسم الوطني هواة.

مباراة اليوم التي جمعت النادي الرياضي القنيطري بخصمه الوداد الرياضي الفاسي خيمت عليها أيضا نوستالجيا إخفاق الكاك أمام الواف، بحيث تذكرت بأن هذا الفريق هو الذي وقف حجرة عثرة في وجه النادي القنيطري من أجل الصعود إلى القسم الوطني الأول، حيث كان يتعين عليه آنذاك الانتصار من أجل تحقيق هدفه، و كان التعادل يكفي الوداد الفاسي للصعود عن شطر الشمال رفقة حسنية أكادير عن شطر الجنوب، وهي المباراة التي عرفت حضورا جماهيرها كبيرا في عشية مشمسة حارقة في آخر جولة من الموسم الرياضي 1995- 1996، و خلال برنامج “حصيلة الأحد الرياضي” على القناة المغربية الأولى، قال المرحوم سعيد الخيدر مدرب الفريق الفاسي، و هو مزهورا بصعود فريقه و من حقه ذلك، كلمته الشهيرة التي مازالت راسخة في ذهني “وخا يلعبو معانا 24 ساعة ما كانوش يغلبونا”.

في مواجهة اليوم كان الوداد الرياضي الفاسي أول من سجل، فقلت في نفسي إن التاريخ قد يعيد نفسه، و قد يدفعنا الفريق الفاسي للعب إحدى مباراتي السد…عدل النادي القنيطري ثم سجل الثاني، و لم كن مرتاحا طيلة ما تبقى من دقائق هذا اللقاء إلى أن أعلن الحكم مصطفى كشاف عن نهاية المباراة، لأن الواف كان يمكن له ان يرجع بالمباراة إلى نقطة البداية، و كاد أن يتأتي له ذلك في عدد من الفرص السانحة للتسجيل،خاصة في الوقت الإضافي، و كان ممكنا للمولودية الوجدية أن تسجل هدف التعادل ببرشيد، و حينها سينجو الفريق الوجدي من مباراة السد و يدفع النادي القنيطري إليها، باعتبار أن النسبة الخاصة هي في صالحه. و لم يكن يخامرني اي شك بأن سطاد المغربي و الاتحاد الإسلامي الوجدي اللذان كانا معنيين بشكل نسبي بلعب إحدى مبارتي السد سيحسمان الأمر لصالحهما خلال مواجهتهما تواليا لشباب بنجرير (3-3) وأولمبيك خريبكة (4-1).

على كل حال و كما توقعته من قبل، كان الأمل الوحيد للنادي القنيطري من أجل أن يحافظ على مكانته بقسمه الحالي هو أن ينتصر وجوبا على وداد فاس وينتظر كبوة المولودية الوجدية أمام يوسفية برشيد بملعب هذا الأخير. بالفعل، تحقق ذلك، و لكن بأي ثمن؟، كان ذلك بحبس الأنفاس، بالتوتر ، بالأعصاب، بنبضات القلب القوية ، بالشعور بالشحفة ، بكثرة شرب الماء ، بالتفكير في مباراة السد الغير مضمونة النتيجة…

صادقا ، أتمنى ألا يتكرر مثل هذا الموسم الرياضي الكارثي، و الذي لا يشرف أبدا تاريخ النادي الرياضي القنيطري، و الذي أصبح تارة يثير الشفقة من طرف الجماهير الرياضية التي عاشت مع تاريخه المشرق، وتارة يتعرض للتنمر وللتنقيص من قيمته من طرف كل الخصوم و المتربصين على حد سواء.

يجب التفكير مليا في التعاقد مع مدرب لن يتم التخلي عنه في أي مرحلة من مراحل الموسم الرياضي المقبل 2025-2026، و أن تعطى له الصلاحية الكاملة في تحمل مسؤولياته كاملة في التعاقد مع لاعبين قادرين بالفعل على تقديم الإضافة الحقيقية للفريق، و قادرين أيضا على تحقيق الأهداف المرسومة للفريق، كما يجب قطعا الاهتمام بمدرسة الفريق، و تكوين فريق تنافسي من أجل المنافسة على الصعود عندما يشتد عوده و ليس لعب دور المصعد، فليس من الضروري أن يصعد الفريق إلى الدوري الاحترافي الأول في نهاية الموسم الرياضي المقبل 2025- 2026 إذا كان سيعود إلى الدوري الاحترافي الثاني في نهاية الموسم الرياضي 2026- 2027. فالعبرة في الصعود و في لعب الأدوار الطلائعية في المواسم الرياضية القادمة و تحقيق الألقاب بفريق أسسه قوية و قادر على ذلك بلاعبين كبار من مدرسة كبيرة سبق لها و أن أنجبت ثلة من خيرة اللاعبين المغاربة.