انطلاق فعاليات مهرجان بئر مزوي للتبوريدة في أجواء احتفالية مبهرة

المساء 24 ـ الشرقي توهامي

انطلقت، أمس، بالجماعة الترابية بئر مزوي بإقليم خريبكة، فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان بئر مزوي للتبوريدة، احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد، وذلك على مدى أربعة أيام من الأنشطة والاحتفالات.

وقد شهد حفل الافتتاح أجواء تنظيمية متميزة تخللتها كرنفالية احتفالية ضخمة انطلقت من الشارع الرئيسي للجماعة وصولا إلى فضاء “المحرك”، الذي تم تجهيزه بمنصات مريحة وخيام تقليدية أضفت على المكان لمسة جمالية ساحرة.

تقدم الكرنفال شعار المملكة المغربية، وتبعه أطفال وشباب من حفظة القرآن الكريم، في لوحة رمزية عكست البعد الروحي والوطني لهذا الموعد التراثي العريق. كما تميز الموكب بعروض فنية متنوعة من فن الباتوكادا والفرق النسائية للدقة النحاسية، إلى جانب مشاركة مجموعة “عبيدات الرما” من مدينة وادي زم، ما أضفى على الحدث أجواءً فنية نابضة بالحياة.

وشاركت في الكرنفال سربات الخيول التقليدية التي زينت الساحات بعروض فروسية مدهشة نالت إعجاب الحضور، فيما وثقت عدسات الهواتف ووسائل الإعلام المحلية لحظات احتفالية مبهرة.

وعرف الحفل، الذي نشطه الإعلامي والباحث في التراث أحمد فردوس، تقديم عروض متميزة في فن التبوريدة من طرف أكثر من ثلاثين سربة من مختلف جهات المملكة، تقدمتها فرقة شيخ الفروسية الحاج العربي بن خدة، نجل الفارس المعروف عبد الغني بن خدة، المتوج حديثا بالجائزة الكبرى لعاهل البلاد الملك محمد السادس للتبوريدة خلال معرض الفرس بالجديدة.

وفي كلمته الافتتاحية، أبرز رئيس الجماعة الترابية لبئر مزوي عبد اللطيف ضعوفي أهمية المهرجان ودوره في صون التراث اللامادي وتثمين الموروث الثقافي المحلي، مبرزا تزامن هذه الدورة مع احتفالات الشعب المغربي بذكريي المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال. كما عبر عن امتنانه لكل الشركاء والداعمين الذين أسهموا في إنجاح هذا الموعد التراثي المميز، متمنيا لجمهور المهرجان فرجة ممتعة واحتفالاً يليق بمكانة بئر مزوي التاريخية.

وأكد ضعوفي أن هذه التظاهرة تشكل رهاناً حقيقياً على التنمية المحلية وصون الهوية الوطنية، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية لعاهل البلاد الملك محمد السادس، الداعية إلى جعل الثقافة والتراث رافعتين أساسيتين للتنمية المستدامة.

كما حظي حفل الافتتاح بحضور وازن لعدد من الشخصيات الرسمية، ضمنهم قائد قيادة بولنوار بئر مزوي وخليفته، إضافة إلى ممثلي الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية والهلال الأحمر المغربي، وفعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، ما أضفى على الحدث طابعا تنظيميا متميزا نال استحسان الحضور.

ويقام المهرجان هذه السنة تحت شعار “هويتنا في تراثنا”، بدعم من عمالة إقليم خريبكة، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، والمجمع الشريف للفوسفاط، وبشراكة مع فعاليات المجتمع المدني.

ويتضمن برنامج الدورة فقرات فنية وثقافية متنوعة، أبرزها سهرات كبرى يحييها نخبة من نجوم الأغنية المغربية، إلى جانب ندوة فكرية صباح السبت بعنوان “التراث المحلي بين الذاكرة والإبداع: ورديغة نموذجاً” بمشاركة الأساتذة إبراهيم البحراوي، واليوسفي بناصر، وكارق المعطاوي، والإعلامي أحمد فردوس.