محمد الخوى
لم تكن قرعة ثمن نهاية كأس عصبة الأبطال الأوروبية التي أجريت، في السابع من نونبر الماضي، رحيمة لا بفريق القرن وزعيم القارة الأوروبية و بطل العالم نادي ريال مدريد الإسباني ولا بنادي “ليفربول”، أحد أقوى الفرق الأوروبية والعالمية، عندما حكمت عليهما بالمواجهة المباشرة في هذا الدور الإقصائي المبكر، نظرا لقيمة ولسمعة ولمكانة الفريقين معا في المنظومة الكروية القارية والعالمية.
مباراة نادي “ليفربول” والنادي الملكي ريال مدريد هي نهاية قبل الأوان، وطبعا فالخاسر في هذه المواجهة القوية، في مجموع المباراتين، ليس فقط سيودع المنافسة من هذا الدور المبكر، ولكن سيكون خروجه خسارة كذلك لباقي مشوار إقصائيات هذه الكأس من حيث المتابعة الجماهيرية الكبيرة والتسويق والتشويق والإثارة ولما يضفيانه عليها من حماس كبير.
مباراة نادي “ليفربول” وريال مدريد ستلعب، ذهابا اليوم 21 وإيابا يوم 15 مارس القادم، على صفيح ساخن، حيث لكل منهما حساباته الخاصة، بل له تصفيات حسابات خاصة، لاسيما من جانب الفريق الإنجليزي ونجمه المصري محمد صلاح، وأكيد أن المباراة ستبوح بكل أسرارها الكروية الممتعة، كما هو الحال دائما في كل المواجهات التي تجمع بينهما.
الفريقان معا التقيا من قبل في منافسات عديدة، أهمها المباريات النهائية الثلاث، حيث فازت “ليفربول” بكأس الأندية الأوروبية الفائزة بالبطولة سنة 1981 عندما انتصرت على ريال مدريد بإصابة لصفر بملعب حديقة الأمراء بباريس، ومن جهتها فازت ريال مدريد بكأسين لعصبة الأبطال الأوروبية على حساب ليفربول، الأولى كانت سنة 2018 بثلاث إصابات لواحدة بالملعب الأولمبي ب”كييف”، ولازلنا نتذكر ما حصل لمحمد صلاح مع “سيرجيو راموس”، والثانية في النسخة الأخيرة لسنة 2022 بإصابة لصفر بملعب فرنسا الدولي ب”سان دوني” ضواحي العاصمة باريس، والتي كان اللاعب محمد صلاح قد وعد بالثأر فيها ورد الصاع صاعين للفريق الملكي، غير أن أمنتيه لم تتحقق وقتها؛ فهل سيفي بوعده في مباراة اليوم وفي مجموع المباراتين.
وغني عن البيان القول بأن نادي ريال مدريد يعتبر ملك هذه المسابقة فقد سبق وأن توجه بكأسها في 14 نسخة في تسميتها القديمة والجديدة على حد سواء خلال سنوات 1956-1957-1958-1959-1960-1966- 1998-2000-2002-2014-2016-2017-2018-2022 في حين لعب ثلاث نهائيات سنوات 1962-1964-1981.
أما بعد “أس ميلان” ب 7 ألقاب يأتي نادي “ليفربول” في الصف الثالث مناصفة مع نادي “بايرن ميونيخ” ب 6 ألقاب حيث فاز بها الفريق الإنجليزي خلال سنوات : 1977-1978-1981-1984-2005-2019 وانهزم في اربع نهائيات سنوات 1985-2007-2018- 2022.
مباراة “ليفربول” ضد ريال مدريد تعتبر مباراة الفرصة الأخيرة خاصة بالنسبة للنادي الإنجليزي من أجل الإبقاء على حظوظه وافرة بالتتويج بلقب خلال الموسم الرياضي الحالي، حتى لا يخرج خاوي الوفاض، بعدما خرج من منافستي كأس إنجلترا وكأس الرابطة الإنجليزية، ويحتل حاليا في الترتيب العام لدوري “البرميير ليغ”، بعد إجرائه لإثنتين وعشرين مباراة، الصف الثامن ب 35 نقطة مع مباراتين ناقصتين و متخلفا كثيرا وراء نادي أرسنال الذي يحتل الصف الأول ب 54 نقطة مع مباراة ناقصة وقد لا يستطيع اللحاق بفريق المدفعجية فيما تبقى من دورات البطولة الإنجليزية.
أما ريال مدريد فهو يحتل الصف الثاني ب 51 نقطة وراء نادي برشلونة الذي يتزعم الترتيب العام ب 59 نقطة عقب إجراء الدورة 22 بمعنى أن كل الحظوظ بجانبه من أجل تدارك هذا الفارق الصغير من النقط فضلا عن كونه مؤهل للعب مباراة النصف النهائي لكأس اسبانيا ضد نادي برشلونة والتي ستجرى ذهابا وإيابا يومي الثاني من مارس و الرابع من شهر أبريل 2023.
فلمن ستكون الغلبة في مباراة اليوم ؟ هل سيحسم الأمر كله اليوم أم يبقى الحسم معلقا إلى غاية إجراء مباراة الإياب بمدريد يوم 15 مارس المقبل؟