جيل شبابي جديد يحتاج إلى نخب جديدة وسياسة جديدة

ذ. موسى مريد

خرج الشباب للمطالبة بتحسين الخدمات الاجتماعية، وبحقوق الشعب في الصحة والتعليم والتشغيل، وبإعمال القانون، وبمحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين… لكن الدولة واجهتهم بالاعتقال والمنع، لا بالحلول والإنصات والتفهم، ذلك أنها لم تجد شخصية سياسية محترمة ونظيفة تتمتع بالشعبية والمصداقية من داخل الحكومة، تستطيع مخاطبة الشباب وإقناعهم والإنصات إليهم وتفهم مطالبهم والإجابة عنها.

ـ ـ ـ

اختفى أخنوش وأعضاء حكومته، اختفت قيادات أحزاب الحكومة، اختفى أعيان السياسة وتجار الانتخابات، اختفى الفراقشية والمفسدون وأثرياء الصدفة ورافِعو الشعارات الكاذبة ومزورُو الانتخابات ولصوص الميزانيات، الذين جِيء بهم في انتخابات شتنبر 2021 التي تُعدّ فضيحة بكل المقاييس… فهل ما زالت الدولة تعوّل على هؤلاء؟ أليس هؤلاء هم المشكلة؟ كيف يمكن للدولة أن تتحدث عن الإصلاح وهي تستعمل أدوات الإفساد؟

—

واهم من يعتقد أن السياسيين المفسدين وتجار المآسي وعصابات الفراقشية وأعيان الأحزاب المخزنية يستطيعون إصلاح أحوال الوطن. والحقيقة أنهم جزء كبير من أزمة شاملة تهدد المؤسسات والاستقرار وكل أمل في تحقيق التنمية. واهم من يعتقد أن المفسدين الذين حاولوا تخدير العقول بصرف الملايير على المهرجانات وبناء الملاعب وطحن الميزانيات في التفاهات، وإهمال مطالب الشعب في الصحة والتعليم والتشغيل، بإمكانهم إبداع حلول حقيقية لمطالب الشعب المغربي العادلة في الحقوق والحريات.

أول الواجبات: كنس نخب وتنظيمات مصنوعة في الكوكوت المخزني، ومحاربة المفسدين وقطع دابرهم في المؤسسات.

مغرب اليوم، وشباب اليوم، في حاجة إلى الأمل والثقة، لا إلى القمع والاضطهاد والتخوين. والأمل يبدأ بإنهاء عقود من تخريب الحقل الحزبي وملء الساحة باللصوص، ومحاسبة من تسبب في تخريب الصحة والتعليم.

مغرب اليوم وشباب اليوم يحتاجان إلى نخب جديدة تحظى بالمصداقية والاحترام، وتعيش مع الشعب وتفهمه وتسمعه وتحقق مطالبه.