المساء24
يكاد شهر رمضان المبارك في العاصمة الفرنسية باريس يفوق في أجوائه وعاداته بعض المدن العربية والإسلامية لما يتميز به من إقبال على اعتناق الإسلام، والأجواء الفريدة في بعض الأحياء الباريسية التي تقطنها غالبية مهاجرة مسلمة من أصول عربية، على غرار “بلفيل” و”كورون” و”برباس” و”مونتراي” و”سانت دوني” و”أوبارفيلييه” و”كاتر شومان”.
وتضاهي الأجواء الرمضانية في هذه الأحياء ما تعيشه بعض المدن العربية من احتفاء بالشهر الفضيل، بل إنها تتفوق عليها أحيانا، حيث تحاول العائلات العربية المسلمة التنفيس والتعويض عن البعد الجغرافي والجسدي عن الوطن الأم، من خلال الانغماس الكلي في الأجواء الرمضانية الباريسية، واستحضار العادات والتقاليد والقيم الدينية العميقة، والمعاني والمبادئ الإنسانية التي تميز الدين الحنيف.

فعلى سبيل المثال، يتميز حي “بلفيل” ذات الحركة التجارية اللافتة، بأصوات الباعة الذين ينادون على بضاعتهم، ويرحبون بزبائنهم، ويستقبلون الشهر الفضيل على طريقتهم الخاصة إذ استقبلنا التاجر عبد الستار (49 عاما)، قائلا: “رمضان في باريس وفي بلفيل بالذات لا يضاهيه أي رمضان حتى الذي عشته من زمان في بلدي تونس”، لافتا إلى أن هذا المكان من العاصمة يتحول إلى مقصد للزبائن قبل دخول الشهر الفضيل للتزود بالمواد التموينية ذات النكهة الشرقية التي يكثر عليها الطلب بهذه المناسبة، على غرار الهريسة وزيت الزيتون والبرقوق وشريحة التين والحلوى الشامية والتمور بأنواعها، وكذلك التوابل الشرقية والمملحات والبخور والأواني الفخارية التي لا يحلو الأكل في رمضان إلا فيها.





































































